علماء يطورون عضوي دماغي في المختبر مزودًا بأوعية دموية وخلايا عصبية نشطة
في تقدم علمي غير مسبوق، نجح باحثون في جامعة جونز هوبكنز من زراعة عضوي دماغي كامل يحتوي على أنسجة عصبية وأوعية دموية بدائية، مما يمثل خطوة مهمة نحو فهم أعمق للاضطرابات العصبية والنفسية مثل التوحد و الفصام.
وقالت أنني كاثوريا، الباحثة في قسم الهندسة الطبية الحيوية بجامعة جونز هوبكنز، التي قادت الفريق البحثي: "لقد صنعنا الجيل التالي من العضويات الدماغية"، مشيرة إلى أن معظم العضويات الدماغية التي يتم إنتاجها عادةً تقتصر على منطقة دماغية واحدة فقط مثل القشرة أو المخيخ.
اقرأ أيضًا: دراسة: الانفصال العاطفي يُنشّط مناطق الصدمة في الدماغ
بينما استطاع الفريق إنشاء عضوي دماغي متعدد المناطق يُطلق عليه MRBO، حيث يرتبط كل جزء من الدماغ مع الأجزاء الأخرى ويعمل بشكل مترابط.
ولإنتاج هذا العضوي الدماغي، بدأ العلماء بزراعة خلايا عصبية من مناطق مختلفة في الدماغ، بالإضافة إلى أوعية دموية بدائية في أطباق مختبرية منفصلة.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة تعيد رسم خريطة الدوبامين في الدماغ
ثم قاموا بربط الأجزاء المختلفة باستخدام بروتينات لاصقة تعمل كغراء بيولوجي، مما سمح للأنسجة بالارتباط والتطور، ومع مرور الوقت، بدأ العضوي في إنتاج النشاط الكهربائي والاستجابة كشبكة.
دور العضويات الدماغية في الأبحاث
وتُعد هذه العضويات الدماغية الصغيرة بمثابة نموذج بشري للدراسة، حيث تمكن العلماء من دراسة الاضطرابات العصبية والنفسية مثل التوحد والفصام في الوقت الفعلي.
وقد يساعد استخدام هذه العضويات في اختبار الأدوية التجريبية في تحسين نجاح التجارب السريرية، حيث أفادت التقارير أن 85% إلى 90% من الأدوية تفشل في المرحلة الأولى من التجارب السريرية، بينما تصل النسبة في أدوية الاضطرابات النفسية إلى 96%.
اقرأ أيضًا: دراسات حديثة: أدوية إنقاص الوزن قد تحمي الدماغ من السكتات ومضاعفاتها
ويمكن أن تساعد العضويات الدماغية في فحص الأدوية الجديدة، واختبار ما إذا كانت تؤثر فعلاً على وظائف الدماغ، مما يوفر أداة أقوى وأكثر دقة مقارنة بالنماذج الحيوانية.
كما يمكن لهذه العضويات أن تلعب دورًا محوريًا في تطوير العلاجات المخصصة للمرضى بناءً على أنماط تطور الاضطرابات في الدماغ.
