دراسة جديدة: حمية الكيتو تعزز تدفّق الدم وصحة الدماغ
في دراسة منشورة حديثًا في The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism، كشف باحثون من عدة مؤسسات بحثية، أن اتباع حمية الكيتو لمدة ثلاثة أسابيع يرفع تدفق الدم في الدماغ بنسبة 22%، كما يزيد مستويات بروتين BDNF الداعم لصحة الدماغ بنسبة 47%، وذلك لدى بالغين أصحاء لا يعانون من أي مشاكل إدراكية.
الدراسة، التي حملت عنوان "A 3-Week Ketogenic Diet Increases Global Cerebral Blood Flow and Brain-Derived Neurotrophic Factor", ركّزت على فئة من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و70 عامًا، ويصنَّفون على أنهم يعانون من زيادة في الوزن.
اعتمد الباحثون في تجربتهم على تصميم متقاطع شمل 11 مشاركًا اتّبعوا نظامين غذائيين مختلفين: الأول هو نظام الكيتو عالي الدهون ومنخفض الكربوهيدرات، والثاني هو النظام الغذائي القياسي الموصى به في بلدان الشمال الأوروبي. بعد كل فترة غذائية مدتها 3 أسابيع، خضع المشاركون لتقنيات تصوير متقدمة مثل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لقياس تدفق الدم في الدماغ، إلى جانب فحوصات دم لقياس مستوى الكيتونات وBDNF. النتائج كانت لافتة، إذ ارتفعت مستويات الكيتونات في الدم بمعدل 12 ضعفًا، ما أكد الدخول في الحالة الكيتونية، وصاحب ذلك تحسّن ملحوظ في تدفّق الدم الدماغي في مناطق متعددة.
اقرأ أيضًا: هل هناك علاقة بين الحمية منخفضة الكربوهيدرات والاكتئاب؟ دراسة حديثة تجيب
BDNF.. “سماد” الخلايا العصبية
بعيدًا عن دور الكيتونات كمصدر بديل للطاقة، تبيّن أن لها تأثيرات مباشرة على العمليات العصبية، ومنها تحفيز إنتاج بروتين BDNF (عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ)، وهو بروتين ضروري لبقاء الخلايا العصبية ونموها وتعزيز التواصل بينها. انخفاض BDNF يرتبط غالبًا بأمراض مثل ألزهايمر، وتُظهر هذه الدراسة أنه يمكن رفع مستوياته بشكل مستدام عبر النظام الغذائي فقط، من دون الحاجة لمكملات أو أدوية.
كما أظهرت الدراسة علاقة طردية واضحة بين مستويات الكيتونات في الدم وزيادة تدفّق الدم الدماغي، ما يعزّز الفرضية بأن التحوّل إلى مصادر طاقة بديلة مثل الكيتونات قد يعزّز وظائف الدماغ حتى في غياب أي مشكلات إدراكية. ورغم أن عدد المشاركين في التجربة كان محدودًا (11 شخصًا فقط)، إلا أن النتائج جاءت متسقة ومدعومة بتصوير دقيق وبيانات بيولوجية واضحة، دون تسجيل أي آثار جانبية كبيرة.
وأوصى الباحثون بتوسيع نطاق الدراسة لتشمل فئات مختلفة مثل مرضى السكري أو الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالخرف، كما دعوا إلى اختبار تأثير أنواع مختلفة من حمية الكيتو (نباتية أو حيوانية) على صحة الدماغ. هذه النتائج تُعيد إحياء الأمل في أن التغذية قد تكون أداة فعّالة لتحسين وظائف الدماغ والوقاية من تدهور القدرات المعرفية مع التقدّم في العمر.
