دراسة علمية تربط بين الحركة السريعة وتحسين الأيض وحرق الدهون
في خطوة قد تغيّر مفاهيم اللياقة التقليدية، أظهرت دراسة علمية حديثة أن المشي القصير المتكرر، ولو لمدة لا تتجاوز 30 ثانية، قد يكون أكثر فعالية في تعزيز الأيض وخسارة الوزن من المشي المتواصل لمسافات طويلة. وأفادت الدراسة التي نُشرت في مجلة Proceedings of the Royal Society B، واستعرضها موقع Daily Mail، أن هذا النوع من النشاط البدني السريع والمكثف يُعرف باسم "المشي المصغّر" Micro-walks.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة: المشي يوميًا يخفض خطر الإصابة بـ 13 نوعًا من السرطان
ويوضح الباحثون أن هذا المفهوم يقوم على ممارسة المشي لفترات قصيرة – تتراوح بين 10 إلى 30 ثانية – متبوعة باستراحة، ويمكن تطبيقها ببساطة من خلال صعود الدرج، أو القيام بجولة سريعة داخل المكتب. وقد أظهرت التجارب أن هذه الفواصل القصيرة من المشي تستهلك طاقة أكثر بنسبة تصل إلى 60% مقارنة بالمشي البطيء الطويل، رغم أن المسافة المقطوعة واحدة.
فوائد المشي المصغّر يوميًا
قالت الدكتورة زوليا فروست، المديرة الطبية والمؤسِّسة المشاركة لشركة "ريتشارج هيلث" Recharge Health، إن هذه التمارين مفيدة بشكل خاص لمن يعيشون نمطًا حياتيًا خاملًا أو أولئك الذين يمرون بمرحلة تعافٍ، مضيفة: "المشي المصغّر يوفّر مدخلًا سهلًا للحركة المنتظمة دون الحاجة إلى تغيير جذري في نمط الحياة".
ويتوافق هذا الرأي مع ما أكده اختصاصي التغذية ألبرت ماثيني، الشريك المؤسس لمختبر "سوهو سترينث لاب" SoHo Strength Lab، الذي قال: "إذا كنت لا تستطيع الالتزام بالمشي لمسافات طويلة، فإن فترات قصيرة من المشي السريع هي خيار عملي ومتدرّج، وتُعد أكثر واقعية لكثير من الناس".
اقرأ أيضًا: كيف يمنحك المشي واليوغا نومًا هنيئًا بعيدًا عن الأرق والأدوية؟
ووفقًا للدراسة، لا تقتصر الفوائد على خسارة الوزن فحسب، بل تشمل أيضًا تنظيم مستويات السكر في الدم، وتحسين الهضم، وخفض التوتر، وتحسين الدورة الدموية والقدرة على التركيز. كما تُعد استراحة مشي لمدة خمس دقائق كل ساعة فعالة في تقليل التعب والتصلّب الناتج عن الجلوس الطويل.
المشي 10,000 خطوة يوميًا
وعلى خلاف الرقم الشائع عالميًا بأن المشي 10,000 خطوة يوميًا هو مفتاح الصحة، كشفت تحليلات إضافية شملت بيانات صحية لأكثر من 160 ألف شخص أن 7,000 خطوة يوميًا فقط كافية لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 25%، وتقليل خطر الإصابة بالخرف بنسبة 38%، فضلًا عن تأثيرها الإيجابي على الحالة النفسية وخفض معدلات الاكتئاب.
ويُذكر أن قرابة نصف سكان الولايات المتحدة يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، فيما تُسجَّل نحو 300,000 وفاة سنويًا نتيجة قلة النشاط البدني وسوء التغذية، وفقًا لتقديرات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، ومع انتشار نمط الحياة المكتبي، تُعد تمارين قصيرة لخسارة الوزن حلاً عمليًا قد يعيد التوازن الصحي لحياة ملايين الأشخاص حول العالم.
