بيل غيتس يتراجع ماليًّا في سبيل الإنسانية
في خطوة جديدة تؤكد التزامه المستمر بالعمل الخيري، خسر بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت، وأحد أبرز أثرياء العالم، نحو 51 مليار دولار من صافي ثروته خلال أيام قليلة فقط، بحسب تقرير Bloomberg Billionaire Index الصادر في 12 يوليو 2025.
وكانت ثروة غيتس تُقدّر بـ175 مليار دولار في 3 يوليو، قبل أن تهبط بشكل ملحوظ إلى 124 مليارًا يوم الخميس، ثم إلى 123 مليار دولار يوم السبت، ما جعله يتراجع إلى المرتبة الثانية عشرة عالميًا بعد أن كان في الصدارة لسنوات طويلة.
ويُعزى هذا الانخفاض الحاد في ثروة بيل غيتس إلى قراره الأخير بتسريع وتيرة التبرعات التي يقدّمها عبر مؤسسة غيتس، التي أسسها عام 2000 بالشراكة مع زوجته السابقة ميليندا.
وتُعد هذه المؤسسة اليوم واحدة من أكبر الجهات الخيرية على مستوى العالم، بعدما تخطّى إجمالي ما قدّمته من منح ومساهمات خيرية حاجز 100 مليار دولار منذ انطلاقتها.
مبدأ "لن أموت غنيًّا" يوجّه مسيرة بيل غيتس
في تدوينة نشرها في 8 مايو الماضي، قال غيتس: "سيُقال عني الكثير حين أموت، لكني مصمم على ألّا يكون من بين ذلك أنني متّ غنيًا".
وأضاف: "هناك مشكلات كثيرة وعاجلة في العالم، ولا يصح أن أحتفظ بالموارد التي يمكن أن تساهم في حلها".
وأوضح أنه يعتزم التبرع بنسبة 99% من ثروته خلال السنوات العشرين المقبلة، مع خطط لإغلاق المؤسسة نهائيًا بحلول 31 ديسمبر 2045.
هذا الالتزام لا يأتي من فراغ، بل من قناعة تولدت لدى غيتس بعد مشاهدته المباشرة لأثر برامج المؤسسة في توزيع اللقاحات ومكافحة أمراض يمكن الوقاية منها مثل الإسهال والالتهاب الرئوي، والتي ما زالت تفتك بأطفال في الدول النامية.
اقرأ أيضًا: لقاء تاريخي: بيل غيتس يلتقي مبتكر لينكس للمرة الأولى
وإلى جانب دوافعه الشخصية، أشار غيتس إلى أنه يشعر بالقلق من تباطؤ التقدم العالمي، خاصة في ظل تراجع التمويل الإنساني من الولايات المتحدة وأوروبا، ما جعله أكثر تمسكًا بضرورة تسريع وتيرة الدعم والمبادرات الخيرية.
ورغم خسارته الضخمة، فإن غيتس يواصل التزامه الراسخ بتوجيه ثروته نحو قضايا إنسانية مستدامة، في سعي منه لترك أثر يمتد لما بعد حياته، لا ثروة تتراكم في رصيده.
