دراسة حديثة تكشف آلية لتحديد موضع الإصابة خلال دقائق
كشفت دراسة حديثة أجراها فريق بحثي من جامعة روتجرز هيلث إلى طريقة دقيقة لتحديد مواقع الإصابة داخل الجسم خلال دقائق من وقوعها، ما يمهّد الطريق لتطبيقات علاجية فورية وموجهة في حالات الطوارئ. وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Med العلمية، وسط ترقب لتأثيرها المحتمل في تغيير أسلوب التعامل مع الإصابات الحادة.
قاد الدراسة الباحثان رينيه باسكواليني وواديه عراب، من معهد روتجرز للسرطان – وهو المركز الوحيد المعتمد من المعهد الوطني للسرطان (NCI) في نيوجيرسي – فريقًا من العلماء لتتبع الاستجابة البيولوجية الفورية للإصابة.
واكتشفوا أنه عند تعرّض الخلايا لضرر مثل كسر العظام، ترتفع مستويات الكالسيوم داخل الخلية، مما يؤدي إلى تغير شكل بعض البروتينات. هذه البروتينات المتغيرة، التي أطلق عليها العلماء اسم "التروموم"، تظهر فقط في الأنسجة المصابة فور حدوث الضرر، ما يجعلها علامة جزيئية فورية يمكن تتبعها.
اقرأ أيضًا: دراسة تضع حدًا لأسطورة "الفشل العضلي"
وأوضح الدكتور واديه عراب أن "حدوث الإصابة يؤدي إلى تغيرات بنيوية محددة في البروتينات، تُشكل بصمة جزيئية يمكن من خلالها توجيه العلاج أو التشخيص مباشرة إلى موقع الإصابة دون المساس بالأنسجة السليمة".
وأشار الفريق إلى أن هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام تطوير علاجات فورية مثل مضادات النزيف أو المضادات الحيوية أو مواد التلوين الإشعاعي، يمكن حقنها لتصل مباشرة إلى موضع الضرر، مما يُسرّع التعافي ويُقلل من الآثار الجانبية.
نجاح في التجارب الحيوانية
استخدم الباحثون نموذجًا تجريبيًا على الخنازير لمحاكاة الإصابات الحادة، وتمكنوا من تحديد سلسلة من الببتيدات (سلاسل بروتينية صغيرة) ترتبط مباشرة بالبروتينات المتغيرة بعد الإصابة.
وأظهرت إحدى هذه الببتيدات قدرة لافتة على الالتصاق ببروتين معين يتغير بفعل ارتفاع الكالسيوم، ما يُمكّن من تتبع مكان الإصابة عبر تصوير PET أو MRI بدقة عالية، وقد أوضحت التجربة نتائج مماثلة عند اختبارها على الفئران، ما يعزز فرضية أن هذا "التوقيع البيولوجي للإصابة" مشترك بين الثدييات، بما في ذلك الإنسان.
صرّح الدكتور جون موغفورد، أحد المشاركين في الدراسة، بأن "النزيف غير القابل للضغط لا يزال سببًا رئيسًا للوفيات بين الجنود قبل الوصول للمستشفى، والعلاج الموضعي قد يُحدث فارقًا حاسمًا في إنقاذ الأرواح"، مؤكدًا أن هذه التقنية وُلدت من الحاجة لتقليل زمن الاستجابة الطبية في ساحات المعارك.
اقرأ أيضًا: دراسة حديثة: هذا ما تراه النساء جذابًا في أجسام الرجال
ويتجه الفريق حاليًا إلى ربط مواد علاجية بالببتيدات الموجهة للإصابة، لاختبار فعاليتها في نماذج حيوانية، تمهيدًا للانتقال إلى التجارب السريرية على البشر.
وأكّد الدكتور عراب أن هذه التقنية قد تجد تطبيقات تتجاوز الإصابات الطارئة، لتشمل العمليات الجراحية، وحالات الالتهاب، وتجديد الأنسجة، وأضاف: "نحن نعمل حاليًا على تطوير تركيبات علاجية وبروتينات مشعة قائمة على هذا الاكتشاف، إذ نعتقد أن مفهوم 'التروموم' سيُحدث ثورة في الطب الموجه".
