دراسة حديثة تكشف عن متلازمة نادرة تُصيب الرجال بعد القذف
أزاحت مراجعة علمية حديثة، نُشرت في مايو ضمن دورية Sexuality & Culture، الستار عن معطيات جديدة تتعلق بمتلازمة نادرة تُعرف باسم "متلازمة ما بعد القذف" (POIS)، وهي حالة تُصيب بعض الأفراد عقب القذف بمجموعة من الأعراض التي تحاكي الإنفلونزا، أبرزها الإرهاق الحاد، ضعف التركيز، آلام العضلات، والانفعال الزائد، وتستمر عادةً من يومين إلى سبعة أيام.
ورغم أن أغلب الحالات المسجّلة حتى الآن تعود إلى رجال، فإن بعض الأدلة المحدودة تُشير إلى احتمال إصابة النساء بها أيضًا. المشكلة الأكبر، بحسب الباحثين، أن هذه المتلازمة ما تزال غير مُعترف بها رسميًا في الأدلة الطبية مثل ICD أو DSM، ولا توجد معايير تشخيص معتمدة أو علاجات موحدة لها.
اقرأ أيضًا: تمارين كيجل للرجال بالصور لتحسين حياتك الجنسية
أصول غامضة وعلاجات تجريبية
بدأ الاهتمام العلمي بهذه المتلازمة منذ عام 2002، ومنذ ذلك الحين لم تُجرَ سوى دراسات محدودة. المراجعة الأخيرة استندت إلى 29 دراسة منشورة بين عامي 2020 و2025، وشملت تحليلًا لأعراض 302 رجل، توافرت في معظمهم معايير التشخيص غير الرسمية التي وضعها الطبيب الهولندي مارسيل فالدنغر.
وبحسب النتائج، فإن أكثر الأعراض شيوعًا كانت: صعوبة التركيز (84%)، التعب الشديد (83%)، والتهيج (74%)؛ كما عبّر كثير من المشاركين عن تجنّبهم للعلاقات الحميمة خشية الأعراض المدمّرة.
وتتراوح النظريات حول أسباب المتلازمة بين فرضية الحساسية تجاه السائل المنوي، والخلل في الجهاز العصبي، واضطرابات في الجهاز المناعي أو الهرموني، وحتى تلف الأعصاب الدقيقة في عضلات الحوض.
وثّقت إحدى الدراسات تحسنًا بعد جراحة لفصل السائل المنوي عن الجهاز المناعي، فيما أظهرت دراسة أخرى تحسنًا بعد زرع ميكروبيوتا معوية، رغم عدم التأكد من العلاقة المباشرة، ولا تتوقف المتلازمة عند الأعراض الجسدية، بل ترتبط أيضًا بمعدلات مرتفعة من الاكتئاب والقلق واضطرابات الوسواس القهري.
وأظهرت إحدى الدراسات أن نحو 87.5% من المصابين بمتلازمة ما بعد القذف يعانون من اضطراب نفسي واحد على الأقل، مثل الاكتئاب أو القلق، كما أفاد العديد منهم بحدوث سرعة في القذف نتيجة التوتر المستمر أو انخفاض النشاط الجنسي.
ودعت المراجعة العلمية إلى ضرورة إدراج المتلازمة ضمن التصنيفات الطبية الرسمية مثل ICD أو DSM، بهدف رفع مستوى الوعي وتسهيل التشخيص، إلى جانب التأكيد على الحاجة لإجراء أبحاث موسّعة تشمل الرجال والنساء وتجريب خيارات علاجية متنوعة.
وأوصى الباحثون، وبينهم كريستيان فدوفياك، أغنيشكا ماتسيوخا، وجوليا واش، باعتماد نهج علاجي شخصي يأخذ في الحسبان تنوع الأعراض واختلاف المسبّبات بين المرضى، ما يستدعي تعاونًا وثيقًا بين الأطباء والمرضى لإيجاد حلول فعالة ومناسبة لكل حالة على حدة.
