«الرجل» تختار Ferrari 12 Cilindri سيارة الشهر: قوتها الجامحة ليست كل شيء..

لطالما ردد إنزو فيراري على مسامع المحيطين به أنه لا يصنع سيارات بل يصنع محركات، أما الهياكل المتطورة، الأجسام الخارجية ذات التصميم الخلاب التي كان يُنتجها أيضًا، فهي كانت مجرد علب يضع فيها المحركات لتسليمها إلى الزبائن، وفي هذا إشارة بشكلٍ يحمل بعض المبالغة طبعًا إلى أهمية المحرك بالنسبة للصانع الإيطالي الأشهر في التاريخ.

وهذا تحديدًا ما يبرر التسمية التي قد تبدو غريبة لأحدث سيارات فيراري التي أتت لتحل محل طراز 812 Superfast  حاملةً اسم Cilindri12 ، التي تُلفظ بالإيطالية على الشكل التالي "دوديتشي شيليندري"، أو ما يعني بالعربية وبكل بساطة "12 أسطوانة" ، ولكن الأسطوانات الاثنتي عشرة بالنسبة لـ Ferrari ليست أمرًا بسيطًا، بل هي أساس جوهر الصانع الإيطالي العريق. أما السيارة التي نتحدث عنها هنا فهي التي تفتخر بأنها تحافظ على هذه الأسطوانات ضمن محركها دون أي تقنية هجينة، أو أي مساعدة ميكانيكية أخرى، رغم الشروط الصعبة في مجال ترخيص استخدام المحركات الكبيرة وجنوح العالم بشكلٍ متسرع نحو الخيارات الصديقة للبيئة.

تصميم خارجي خلاب

من الخارج، لم تكتفِ Ferrari بالأبعاد العامة المحبّبة بالنسبة لعدد كبير من عشاق السيارات الفارهة، التي ترسم مقدمة طويلة مقابل مؤخرة قصيرة، بل عززت هذه الأبعاد العامة بتصميم يجمع الروح العصرية والحداثة بلمسات من الماضي وتفاصيل ساحرة، بدءًا من المقدمة المستوحاة بشكلٍ كبير من طراز 365 GTB/4 الملقب بـ Daytona مع قطعة مطلية باللون الأسود تحاكي تمامًا ما كان يتوافر في الإصدارات الأولى للطراز الشهير ومؤشرات التفاف نافرة بشكلٍ يجعلها تؤدي دورًا في تعزيز الديناميكية الهوائية للسيارة، وهو دور قد لا يكون كبيرًا وأساسيًّا كدور الجناح الخلفي أو الجناحين الخلفيين بتعبيرٍ أدق اللذين سنأتي على ذكرهما لاحقًا، إلا أنها خطوة تؤكد أنّ Ferrari لم توفر أي جهد خلال سعيها للخروج بأفضل أداء ديناميكي ممكن من هذه السيارة.

وبالانتقال إلى القسم الجانبي، تظهر بوضوح مقاربة التصميم الاختزالي الأنيق الذي لا يعكر صفوه سوى خطين متقاربين يفصلان القسم العلوي من السيارة عن قسمها السفلي، فيما تلفت فتحة التهوية الجانبية النظر ببساطتها الأنيقة واحتوائها على قضيب صغير من الكروم مثبّت في قسمها السفلي بشكلٍ أفقي.

أما في الخلف، فتتمتع Cilindri12 بمصابيح توقف رقيقة مثبّتة ضمن تجويف يفصل غطاء سقف السيارة الذي يمتد في فئة كوبيه ليصل إلى مؤخرة السيارة، عن قسمها السفلي. وهنا يسجل لـ Ferrari أنها تمكّنت من دمج جناحين يتخذان شكل الدلتا، ضمن تصميم المؤخرة بشكلٍ لا يفسد انسيابية وأناقة خطوط السيارة، علمًا أنهما يعززان أداء السيارة الديناميكي بشكلٍ كبير.

تتوافر بفئة مكشوفة أيضًا

بالتزامن مع تقديم Cilindri12 الكوبيه، قدمت Ferrari أيضًا الفئة المكشوفة من السيارة تحت اسم 12Cilindri Spider ، وعلى العكس من شقيقتها Roma، أتت هذه الفئة المكشوفة مع سقف معدني قابل للطي لا يكتفي بالحفاظ على خطوط السيارة الساحرة بل يعزز الطابع العملي في استخدامها.

اقرأ أيضًا: "Ferrari 12 Cilndri".. تكريمٌ يليق بالمحرك الأسطوري

المحرك المحتفى به

يُعد محرك الأسطوانات الـ 12 سعة 6.5 لتر بزاوية 65 درجة، كلاسيكيًا بتصميمه دون توربو ودون تقنية هجينة، رغم أنه أحدث تطور للمحرك الذي يحمل الرمز F140 V-12 من العلامة التجارية الإيطالية الموقرة، والذي جرى استخدامه لأول مرة منذ عقدين من الزمن على طراز  Enzo.

وأخضع الصانع الإيطالي محرك السيارة لجملة من التعديلات ليتمكن بصيغته الحالية من توليد قوة 819 حصانًا طبيعيًّا عند 9,250 دورة في الدقيقة، مع تحديد الخط الأحمر للدوران عند 9,500 دورة في الدقيقة، إلا أنّ أبرز ما في الأمر هو أنه لم يحتج إلى أي نظام مساعدة هجين ولا أي جهاز شحن هواء توربيني، فقد تمكّنت Ferrari من تلبية جميع معايير الانبعاثات ذات الصلة دون الاعتماد على الكهرباء ولا الشحن الهوائي.

ينقل محرك السيارة قوته إلى العجلات الدافعة عبر علبة تروس من ثماني نسب أوتوماتيكية مثبّتة في الخلف، وهي قادرة على تنفيذ نقلات أسرع بنسبة 30 بالمائة بالمقارنة بما كان يتوافر لدى علبة تروس طراز 812.

على صعيد الأداء، تتمكن 12Cilindri التقليدية الكوبيه من الانطلاق بسرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 2.9 ثانية، فيما تحتاج شقيقتها المكشوفة 12Cilindri Spider إلى 2.95 ثانية للقيام بالمهمة نفسها، علمًا أنّ السرعة القصوى لكلتيهما أعلى من 340 كيلومترًا في الساعة.

ودائمًا على صعيد الأداء، وكي تتمكّن 12Cilindri من أن تكون وفية للشعار الذي تحمله على جسمها، زودتها Ferrari بأحدث أنظمة التحكم بالهيكل، بما في ذلك نظام التحكم بالانزلاق الجانبي 8، المصمم لتقدير مستويات تماسك الإطارات بسرعةٍ أكبر، ونظام التوجيه الذكي المستقل للعجلات الأربع، والذي يمكنه توجيه الإطارات الخلفية في اتجاهين متعاكسين.

فاتنة من الداخل أيضًا

في داخل 12Cilindri، سيتمتع السائق ومرافقه الوحيد بمقصورة قيادة شبيهة بما يتوافر لدى طراز Purosangue ، باستثناء المقاعد الخلفية؛ إذ إنّ تصميم المقصورة مستوحى بشكلٍ كبير مما يتوافر لطراز الأبواب الأربعة من Ferrari. وتتمتع السيارة بمقود تقليدي مزوّد بأدوات تحكم وبشاشة عرض مركزية للمعلومات والترفيه.