الصداع النصفي .. كثرة المسكنات ليست حلاًّ
يستمد الصداع النصفي اسمه من الهيئة التي يصيب الإنسان بها، فهو عادةً يُصيب نصف الرأس بصفة متكررة، مصحوبًا بظواهر جسدية ونفسية، كما أن نوبات الصداع النصفي تسبب ألمًا شديدًا لعدة ساعات، وتكون مزعجة وقد تكون خطرة في بعض الأحيان.
أسباب الصداع النصفي
ليس هناك سبب محدد للصداع النصفي، ولكن وُجد أن الجينات، وكذلك العوامل البيئية تؤدي دورًا واضحًا في المعاناة منه، إضافة لمجموعة من المهيجات أو المحفزات، ومنها:
- بعض المشروبات؛ التي تشمل الكافيين وتناول القهوة بكثرة على سبيل المثال، وكذلك الكحوليات.
- التوتر؛ الذي يمكن أن يكون نتيجة للإجهاد في العمل.
- التعرض لأضواء ساطعة، أو أصوات عالية.
- التعرض لروائح قوية.
- المرور بتقلبات في النوم.
- وجود تغيرات في المناخ.
- بعض الأطعمة مثل الجبن المالح، وكذلك منكهات الطعام.
أعراضه
هناك بعض الأعراض التي تعرف بالأعراض التحذيرية، التي يمكن أن تحدث قبل نوبة الصداع النصفي أو خلالها، ومنها:
- وجود اضطرابات بصرية.
- الإحساس بتنميل في جانب واحد من الوجه، أو الساق، أو الذراع.
- صعوبة في التحدث.
مراحل الصداع النصفي
يمكن أن يمر الصداع النصفي بمجموعة من المراحل، والتي يكون عددها أربع، وتتميز كل مرحلة بمجموعة من الأعراض.
المرحلة الأولى: (أعراض ما قبل الصداع النصفي)
يمكن أن تبدأ هذه المرحلة خلال يوم أو يومين قبل الإصابة بالصداع النصفي، ففي خلال هذه الفترة تظهر بعض التغيرات، مثل:
- وجود بعض التغيرات المزاجية.
- المعاناة من الإمساك.
- زيادة الرغبة في تناول الطعام.
- وجود احتباس في السوائل.
- كثرة التبول.
- وجود تيبس في الرقبة.
اقرأ أيضًا: أسرع طريقة للتخلص من الصداع في 10 ثواني فقط
المرحلة الثانية: (التأثير على الجهاز العصبي والإبصار)
في هذه المرحلة، قد يمر المريض بعدة أعراض، تشمل:
- فقدان للبصر.
- تنميل الذراع أو الساق، وأحد جانبي الوجه.
- صعوبة التحدث.
وهذه الأعراض تبدأ بصورة تدريجية، وتصل لذروتها خلال دقائق قليلة، ويمكن أن تستمر لمدة تصل إلى ساعة تقريبًا.
المرحلة الثالثة: (حدوث نوبة الصداع النصفي)
في هذه المرحلة قد يتعرض المصاب لأحد الأعراض التالية:
- غثيان وقيء.
- وجود حساسية للأصوات والأضواء، وبعض الروائح.
- ألم في أحد جانبي الرأس، وغالبًا يحدث في الجانبين.
المرحلة الرابعة: (ما بعد نوبة الصداع النصفي)
هناك بعض الآثار والأعراض التي تظهر على الفرد بعد نوبة الصداع النصفي، وقد تشمل:
- الارتباك وفقدان التركيز لفترة قد تصل ليوم كامل.
- الشعور باالتعب الشديد.
- الشعور بألم عند تحريك الدماغ بصورة فجائية
أنواع الصداع النصفي
يمكن أن يظهر الصداع النصفي في عدة أشكال، ولكن الأكثر شيوعًا هو الصداع النصفي الكلاسيكي، الذي يكون مصحوبًا بأعراض تؤثر على الجهاز العصبي والبصري، والنوع الآخر هو الصداع النصفي الشائع، ويكون غير مصحوب بأي أعراض مؤثرة على الجهاز العصبي أو البصري. وهناك أنواع أخرى للصداع تشمل:
-الصداع الصامت:
-الصداع الارتدادي:
-الصداع النصفي الدهليزي:
وفيه يعاني المريض مشكلات في التوازن، خاصةً من لديه تاريخ مرضي من دوار الحركة، مع ظهور غثيان وقيء.
-الصداع البطني:
يصاحبه ظهور آلام في المعدة، مع غثيان وقيء.
-الصداع العيني:
وله أسماء أخرى، مثل: الصداع النصفي البصري أو الشبكي، وفيه يحدث فقدان كلي أو جزئي للبصر قصير الأمد، ويحدث ذلك في عين واحدة، كما يعاني المريض ألمًا خفيفًا خلف العين.
اقرأ أيضًا: أسباب الإصابة بالصداع في الصباح
علاج الصداع النصفي
لا يوجد علاج يمكنه القضاء على الصداع النصفي بصورة نهائية، لكن هناك بعض الأدوية التي تعمل على علاج نوبة الصداع، أو منع حدوث نوبات الصداع. ومنها:
-مسكنات الألم:
وتشمل في مكوناتها الرئيسة: الأسبرين والأسيتامينوفين والإيبوبروفين، ولكن لا ينصح باستخدام الأسبرين للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 19 عامًا.
-أدوية الغثيان:
وذلك بسبب المعاناة من الغثيان نتيجة الإصابة بالصداع النصفي.
-أدوية التريبتان:
يتمثل الدور الذي تقوم به هذه الأدوية في العمل على موازنة المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ، وتتمثل أشكالها الدوائية في: حبوب للبلع، أو أقراص تذوب على اللسان، أو حقن.
أدوية للوقاية من تكرار الصداع النصفي
الأدوية الوقائية هي أدوية تُستخدم بصورة رئيسة في حالة تكرار نوبات الصداع بصورة شديدة، وتستمر لمدة تزيد على أربعة أيام في الشهر، وهي تعمل على تقليل حدة الصداع النصفي، وتكراره، وتشمل: حاصرات بيتا، وحاصرات قنوات الكالسيوم، وبعض مضادات الاكتئاب، والعديد من الأمثلة الأخرى، ويجب أن يتناولها المصاب بعد استشارة الطبيب.
نصائح لتخفيف حدة أعراض الصداع النصفي
1.الجلوس في غرفة هادئة ومظلمة، وإبقاء العينين مغلقتين، والاستراحة.
2.استخدام كمادات باردة أو كيس من الثلج، ووضعه على الجبهة.
3.شرب السوائل بكثرة.
علاجات تكميلية
هذه العلاجات يمكن استخدامها بالإضافة لاستخدام الأدوية، وتشمل:
-العلاج السلوكي المعرفي:
وفيه يقوم الاختصاصي بتدريب المصاب على كيفية السيطرة على أي أفعال أو أفكار يمكن أن تزيد شعوره بالألم.
-تناول المكملات الغذائية:
وتشمل الفيتامينات والمعادن وكذلك الأعشاب، إذ يمكنها أن تمنع أو تعالج الصداع النصفي.
متى تقوم بزيارة الطبيب؟
اللجوء لاستشارة الطبيب واجبة في حالة حدوث تغير في النمط الخاص بالصداع الذي يصيب الشخص، ومن الأفضل لمن يعاني من هذا المرض أن يدون الأعراض التي يشعر بها خلال نوبة الصداع، وكيف تعامل معها، ويناقش طبيبه في ذلك.
وهناك بعض الأعراض تتطلب تدخل الطبيب بشكل فوري، أو الذهاب للطوارئ، وتشمل:
1.صداع نصفي شديد للغاية وبصورة مفاجئة.
2.الصداع المصحوب بأعراض أخرى، مثل: الارتباك، أو ازدواجية الرؤية، أو ضعف في الجسم.
3-الصداع المفاجئ المتكرر بعد بلوغ سن الخمسين.
4.الصداع المزمن، الذي تزيد حدته بعد الإجهاد، أو حدوث حركة مفاجئة، أو بعد السعال.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بالصداع
هناك عدة عوامل تزيد من مخاطر الصداع النصفي لدى الفرد، وتجعله أكثر عرضة واحتمالية للإصابة بذلك، وتشمل:
-التاريخ العائلي:
في حال إصابة أحد أفراد الأسرة أو العائلة بالصداع النصفي، تزداد فرصة إصابة الشخص به أيضًا.
-العمر:
يمكن أن يحدث خلال أي عمر، ولكن يزداد ذلك خلال الثلاثينيات من العمر.
-تناول المسكنات بصورة زائدة
في النهاية، الصداع النصفي من الأمراض التي تتطلب التعايش معها، لذا يُنصح بالحرص على اتباع العادات التي تساعد بتقليل فرص حدوثه، كشرب السوائل بكثرة، وتجنب ما يزيده. ومراجعة الطبيب المختص عند ظهور أي عرض غير طبيعي، مرتبط بالمرض، والالتزام التام بالعلاج الموصوف من قِبل الطبيب.
