النوم القهري.. أعراضه وأسبابه وطرق علاجه المختلفة

يصيب اضطراب النوم القهري أو ما يسمى داء التغفيق شخصًا واحدًا من كل ألفي شخص تقريبًا، ولكن قد يتم التشخيص بشكل خاطئ مع بعض الاضطرابات النفسية الأخرى ولكن في الحقيقة لا يرتبط النوم القهري بوجود مرض عقلي أو بدني. ولمعرفة ما هو هذا المرض؟ وما أسبابه وعلاجه؟ نوضحها بشكل تفصيلي في هذا المقال.

ما هو النوم القهري؟

اضطراب النوم القهري هو أحد اضطرابات النوم المزمنة، حيث يعاني المريض خلالها نوبات النوم والشعور المفرط بالنعاس الذي لا يستطيع المصاب بها السيطرة عليها في أثناء النهار، والشعور بالأرق وعدم انتظام النوم ليلاً.

فيتمثل في فقدان منطقة تحت المهاد الموجودة بالدماغ من تنظيم دورات النوم والاستيقاظ بشكل طبيعي نتيجة النقص في إفراز مادة الهيبوكريتين في الدماغ. 

اقرأ أيضًا: لماذا يعجز العالم عن النوم؟ إليك مسببات الأرق

أبرز أعراض النوم القهري:

تختلف متلازمة النوم القهري من حالة إلى أخرى، ويبدأ ظهور أعراض الاضطراب في سن المراهقة وتزداد حدته مع التقدم بالعمر.

1.الشعور المفرط بالنوم في أثناء النهار

الشعور المفاجىء بالنعاس دون القدرة على مقاومة هذا الشعور خلال القيام بنشاطك اليومي الطبيعي مثل السير أو في أثناء تناول الطعام أو القيادة.

يتم التأكد من هذه الحالة عندما تصبح مرحلة حركة العين سريعة وغير طبيعية، يستغرق الإنسان الطبيعي من 60 إلى 90 دقيقة للوصول إلى مرحلة حركة العين السريعة؛ ولكن في حالة اضطراب النوم القهرى يستغرق الإنسان 15 دقيقة فقط. 

 2. التجمد 

تسمى شلل النوم وهي حالة من فقدان التحكم بعضلات الجسم، تتراوح بين البسيطة مثل ضعف في بعض العضلات مثل عضلات تدلي الفكين وجفون العين والرقبة والتواء الساقين ويكون هذا النوع مصحوبًا بنقص مادة الهيبوكريتين المسئولة عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ في دماغ الإنسان الطبيعي.

اقرأ أيضًا: احذر ..النوم المفرط يهدد خصوبتك

وقد تم تصنيف مرض النوم القهري إلى نوعين:

متلازمة النوم القهرى مع التجمد:

هي ظهور الشعور المفرط بالنعاس يصاحبه فقد التحكم في عضلات المفاجئ.

متلازمة النوم القهري دون التجمد:

 هو الشعور المفرط بالنعاس في أثناء النهار دون حدوث ضعف في العضلات. وفي هذا النوع لا يحدث نقص بمادة الهيبوكريتين في الدماغ.

3. الأرق الليلي 

يصاحب مرض النوم القهري عدم انتظام في النوم ليلاً، ويتكرر الاستيقاظ أثناء النوم.

4. ظهور بعض الهلاوس 

في بعض الحالات يعاني المريض من بعض الهلاوس السمعية أو البصرية أو الكلام في أثناء النوم وبعد الاستيقاظ مباشرة.

5. الشعور بعدم التركيز وضعف الذاكرة والاكتئاب

في كثير من الأوقات في خلال النهار يشعر المريض بضعف التركيز وصعوبة في إتمام المهام اليومية في أثناء عمله والفهم والتركيز بالنسبة للطلاب.

اقرأ أيضًا: انتبه.. النوم خلال فترة النهار قد يصيبك بهذا المرض الخطير

6. انقطاع النفس الانسدادي النومي

هي حالة يعاني المريض فيها توقف التنفس في أثناء النوم ما يسبب الخوف الشديد والانزعاج خلال النوم.

أسباب النوم القهري:

لم يتم تحديد أسباب اضطراب النوم القهرى بالتحديد ولكن يعتقد العلماء بعض الفرضيات حول النوم القهري.

1.اضطرابات في إفراز الهيبوكريتين وهي مادة كيميائية تفرز من منطقة تحت المهاد بالدماغ تعمل على نقل الإشارات العصبية عبر الخلايا العصبية تنظيم دورات النوم والاستيقاظ، وبالنسبة لسبب نقص هذه المادة فهو غير معروف ولكن يرجح أن سببها رد فعل مناعي.

2.الاستعداد الوراثي، إذ يحمل المصابون بعض الجينات التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض بأربعين ضعف الشخص الطبيعي مع وجود بعض العوامل البيئية الأخرى التي تساعد على ظهورها.

اقرأ أيضًا: هل الأكل قبل النوم يزيد الوزن؟

3.فسر بعض الأطباء ظهور متلازمة النوم القهرى نتيجة بعض الأمراض المناعية التي تهاجم خلايا العصبية السليمة في منطقة تحت المهاد مما يسبب خلل إفراز الهيبوكريتين التي تسبب ظهور الأعراض.

علاج النوم القهري 

قبل تحديد العلاج المناسب لحالات متلازمة النوم القهري يجب التشخيص الصحيح للحالات، فقد تتشابه أعراض النوم القهري مع أعراض الاكتئاب والأرق وبعض الاضطرابات النفسية الأخرى.

التشخيص

يتم تحديد الأعراض التي يعانيها المريض وأبرزها النوم المفرط نهاراً وضعف العضلات وعدم القدرة على الحركة أثناء النوم وبعد الاستيقاظ مباشرة.

1. يتم إجراء اختبار يسمى متوسط زمن الوصول إلى النوم ومن خلالها تقاس سرعة حركة العين والتي تعد طبيعية في خلال 60 إلى 90 دقيقة من بداية النوم، في حالة النوم القهرى يصل المريض إلى مرحلة حركة العين السريعة خلال 15 دقيقة من بدء النوم كما ذكرنا من قبل. 

اقرأ أيضًا: كيف تواجه الأرق وقلة النوم الناتجين عن وباء كورونا؟

2.اختبار النوم المتعدد وفيه يقاس الموجات الكهربية في الدماغ وضربات القلب ومعدل التنفس.

3.اختبار نسبة الهيبوكريتين بواسطة أخذ عينة من السائل الدماغي النخاعي.

العلاج الدوائي 

بالرغم من أن أدوية النوم القهري غير محددة، لكن يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية التي تساعد من تحسن أدائك اليومي بشكل طبيعي وتجنب الأعراض المزعجة من ذلك الاضطراب مثل:

مودافينيل :

هو أحد منشطات الجهاز العصبي المركزي علاج آمن وفعال في حالات النوم القهري وقد تمت الموافقة عليه من هيئة الغذاء والدواء عام 1999 وسلامة استخدامه وعدم وجود ارتباط بين هذا الدواء وبين الأعراض الانسحابية بعد التوقف عن الدواء كما يتميز بآثار جانبية بسيطة.

اقرأ أيضًا: طريقة النوم الصحيحة للكتف والظهر والرقبة

مضادات الاكتئاب: 

مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية مثل الفلوكستين وفينلافاكسين التي تخفف من أعراض الجمدة وسرعة حركة العين ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أيضًا.

أوكسيبيات الصوديوم:

الذي يتم وصفه تحت إشراف الطبيب بسبب آثاره الجانبية شديدة الخطر.

فيتامين ب 12:

يساعد في انتظام دورة النوم والاستيقاظ الطبيعي.

 العلاج بالأعشاب الطبيعية:

 توجد مجموعة من الأعشاب والمواد الطبيعية التي تستخدم في علاج اضطراب النوم القهري وتعزيز الشعور بالنشاط واليقظة بجانب استخدام الأدوية الطبية التي يصفها الطبيب المختص للوصول إلى أفضل النتائج.

اقرأ أيضًا: أضرار وفوائد النوم على معدة فارغة

فبعض الأعشاب تستخدم في زيادة نشاط الجسم والتغلب على الشّعور بالنعاس والإرهاق، ومن هذه الأعشاب:

عشبة الجنسنج

 تعد هذه العشبة من الأعشاب الأكثر استخدامًا في علاج مشكلة فرط النوم القهري؛ وتعمل على تقليل مستويات التوتر والسكر والكوليسترول في الدّم، مما يعزز الشعور باليقظة والنشاط.

أعشاب الغوارانا 

أشارت بعض الدراسات التي أجريت على فعالية العشبة في التقليل من الشعور بالنعاس و في تقوية الذاكرة عن طريق تنشيط الجهاز العصبي.

شاي الروزماري

يساعد على التقليل من الشعور بالأرق والإرهاق.

 بعض الإرشادات الصحية:

 للتقليل من خطر الإصابة بمرض النوم القهرى وطرق التغلب عليها:

• تجنب استهلاك كميات زائدة من الكافيين والكحول والامتناع عن التدخين خاصة قبل النوم.

• الانتظام في ممارسة الرياضة 20 دقيقة يوميًا.

• الالتزام بتناول الطعام الصحي وتجنب الأطعمة المشبعة بالدهون والسكريات ولا سيما قبل النوم مباشرة.
• التخلص من الوزن الزائد باتباع حمية غذائية مناسبة.
• أخذ القسط الكافي من النوم ليلاً لتجنب الشعور بالتعب والإرهاق نهارًا.
• وضع جدول مواعيد النوم والاستيقاظ محدد وتجنب النوم المتأخر.

اقرأ أيضًا: دون أي أضرار صحية.. هكذا تبرمج جسدك على الإكتفاء بـ النوم 3 ساعات فقط

تلخيصاً لما سبق ذكره:

1.النوم القهري من اضطرابات النوم الذي يؤثر بشكل كبير على أدائك اليومي بشكل كبير لما يسببه من الشعور المفرط بالنوم والشعور بالوهن والإرهاق.

2.متلازمة النوم القهري لم تحدد أسبابها ولكن عوامل الخطر مختلفة منها الوراثية والبيئية وغيرها.

3.وللتغلب على هذه المشكلة يلجأ المرضى الالتزام بإرشادات الأطباء وتناول بعض الأدوية تحت إشراف الطبيب المتخصص.