9 فوائد و4 أضرار.. ما تأثير تناول القهوة العربية المرّة على صحتك؟
تتميز منطقة الخليج العربي بنوع خاص من القهوة والتي يطلق عليها تسمية القهوة العربية المرّة، وتختلف طريقة تحضير هذا النوع من القهوة عن غيره مما يعطيه مذاق مميز، ويفضل الخليجيون تناول فنجان القهوة العربية إلى جانب بعض قطع التمر الشهية، وهي تعتبر من التقاليد الراسخة عند العرب لإكرام الضيف.
الكثيرون لا يعلمون أن القهوة عموما لها إرث كبير في المنطقة العربية، وأن العديد من أنواع القهوة الشهيرة عالميا ما هي إلا انبثاق من القهوة العربية التي تتميز بها المناطق البدوية في شبه الجزيرة العربية، ولذلك نحاول أن نقدم لكم باقة من كل ما تريدون معرفته عن القهوة العربية المرة البدوية وأشياء أخرى، سواء عن تاريخها، فوائدها وأضرارها، طريقة عملها، علاقة المنطقة العربية بها منذ زمن بعيد، كل هذا في السطور التالية.
وسيتعّرف عشاق هذا النوع من القهوة على الفوائد والأضرار الصحية للقهوة على الجسم:
فوائد وأضرار القهوة العربية
هناك فوائد عديدة للقهوة العربية على المستوى الصحي لعلّ أبرزها الاستعانة على السهر في المساء لساعات طويلة أو لمقاومة التعب والإرهاق بشكل عام، ويمكن أن نلخص فوائد القهوة العربية في السطور التالية:-
1) تسهم القهوة العربية في تنشيط الجهاز العصبي والعمليات الذهنية للدماغ كالتركيز والانتباه.
2) تساعد في التخلص من الشراهة وتقلل من شهيتك تجاه لذلك فقد تُسهِم في فقدان الوزن.
3) تخفف من التشنجات العضلية التي قد تحدث بعد ممارسة الرياضة.
4) المساهمة في توازن نسبة السكر في الدم.
5) غنية بالمواد المضادة للأكسدة التي تسهم في الوقاية من أمراض السرطان وخاصة سرطان الكبد.
6) تنشط الجسم بشكل عام وتزيد طاقته.
7) تقوي جهاز المناعة.
8) تعد من المشروبات المدرة للبول.
9) أثبتت العديد من الدراسات آثارها الإيجابية على المُصابِين بمرض باركنسون "شلل الرعاش".
ثانياً: أضرار شرب القهوة العربية المرّة
وكما أن للقهوة العربية المرة فوائد ومزايا، فإن لها أيضًا بعض الأضرار، خاصةً مع الإفراط في تناولها؛ لذلك يجب التوقف عن الإفراط في شرب القهوة للأسباب التالية:
1) تُعد سبب رئيسي للأرق وصعوبة النوم.
2) تزيد من معدل ضربات القلب.
3) تقلل من قدرة الجسم على امتصاص الحديد.
4) قد تزيد حرقة المعدة.
5) ترفع من معدلات التوتر والعصبية وهي سبب رئيس لتهيج القولون.
فوائد القهوة العربية للتخسيس
هناك فوائد صحية كثيرة للقهوة العربية إذا ما تناولها المرء باعتدال "من كوب إلى ثلاثة أو أربعة أكواب كحد أقصى يومياً"، ومن فوائدها أنها تساعد بصورة كبيرة على إنقاص الوزن والتخسيس، إذ القهوة واحدة من المشروبات القليلة المعروفة بدورها في تحريك الدهون من الأنسجة الدهنية وزيادة التمثيل الغذائي.
ونظرًا لاحتوائها على الكافيين فإن القهوة العربية تنشط الجهاز العصبي المركزي، وتزيد من أكسدة الأحماض الدهنية، كما يعزز الكافيين الموجود في القهوة من معدّل التمثيل الغذائي وقد يقلّل الشهية وكميات الطعام المتناولة، مما يساعد على فقدان الوزن على المدى الطويل.
فوائد القهوة العربية للمعدة
تساعد القهوة العربية في علاج مشاكل الجهاز الهضمي، حيث تعمل على تنظيف المعدة، كما أنّها مفيدة في حالات القيء والإسهال، وتساهم في علاج عسر الهضم؛ لأنها ترفع من مستوى التمثيل الغذائي وهضم الطعام بشكلٍ أفضل.
فوائد القهوة العربية للكبد
كذلك تُسهِم القهوة العربية في تحسين عمل الكبد وتحمي من الإصابة بتليف الكبد وأيضاً من سرطان الكبد، وتساعد على تنقية الدم من السموم العالقة به كما تساعد القهوة أيضًا على خفض فرصة الإصابة بحصوات الكلى عند المرأة.
فوائد القهوة العربية بالهيل
يتمتع الهال برائحة نفاثة رائعة، وتُستخدم حبوبه في تحضير القهوة، وقد عُرف العرب بإضافته إلى القهوة مُنذ قديم الزمان، ومن المعروف أن حبوب الهيل تتكون من حوالي 20% ماء، و10% بروتينات، و2% دهون، فيما تتراوح نسبة زيت طيارة من 2 إلى 8%، و 42% من السكريات، و20% من الألياف، والنسبة الباقية هي الرماد أو مجموعة المواد الطبيعية والمعدنية.
وكشفت الدراسات العلمية أنّ إعداد القهوة العربية بإضافة الهيل يعود على الجسم بالعديد من الفوائد أبرزها تخفيف تأثير الكافيين الموجود في القهوة، لا سيما تأثيراته السلبية في صحة القلب، حيث تتولى الزيوت الطيارة في بذور الهيل هذه المهمة إضافة النكهة المختلفة العربية الأصيلة إلى القهوة.
كما يعمل الهيل على زيادة كثافة الشعر وتغذية جذوره وتنظيف فروة الرأس وترطيبها وتعقيمها ويمنع ظهور القشرة، وينظف البشرة ويمنحها الملمس الرائع ويحارب علامات الشيخوخة، ويرطب البشرة ويكافح حب الشباب، ويقضى على الضعف الجنسي لدى الرجال، بجانب قدرته الكبيرة على إنقاص الوزن، وتنشيط عملية التمثيل الغذائي لحرق السعرات الحرارية الزائدة والدهون المخزنة في الجسم.
ويساعد الهيل على تنشيط عملية الهضم، ومعالجة الحموضة الزائدة في المعدة، وعلاج الغثيان، وفتح الشهية، والتخلص من الغازات وانتفاخ البطن، والقضاء على تشنجات المعدة، ومعالجة رائحة الفم الكريهة.
وفي الجهاز التنفسي يساعد الهيل على الحماية من عدوى أمراض الجهاز التنفسي، ويحسن الدورة الدموية في الرئتين، ويعالج التهابات الشعب الهوائية والربو، ويطهر الحلق ويعالج التهاباته، ويعالج حالات السعال الجاف.
ونظرًا لاحتوائه على عناصر مضادة للاكتئاب فإنَّه يمكن إضافة حبوب الهيل إلى القهوة العربية للتخلص من الاكتئاب، ولهذا فإن حبوب الهيل لو تمت إضافتها إلى القهوة فإنها تكسب القهوة فائدة أكبر من مجرد فوائد القهوة بمفردها.
ولكن ورغم فوائده العديدة مع القهوة العربية إلا أنه قد يكون له أضرار في حالات معينة مثل الحساسية منه لدى بعض الأشخاص، وزيادة حموضة المعدة التي قد تؤدي للإصابة بالقرحة، وتأثير ضار لدى المصابين بأمراض مزمنة.
تاريخ القهوة العربية
تاريخ القهوة في المنطقة العربية يعود إلى جذر يمني، حيث تعد اليمن الموطن الأول للقهوة في الجزيرة العربية، ويرجخ أن يكون أول من أدخلها إلى اليمن رجل دين عاش في القرن التاسع الهجري أي ما يوازي القرن الخامس عشر الميلادي يسمى جمال الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد الذبحاني، وكان من أهل عدن وأيضا كان يتردد كثيرا على الحبشة مسافرا.
جلب جمال الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد الذبحاني حبوب القهوة من الحبشة إلى اليمن وقدمها لبعض من أهل بيته وأصدقائه بهدف تعديل المزاج وتقليل الإجهاد، فلاقت رواجا كبيرا وعرف أمرها المزارعون فبدؤوا في زراعتها.
شاع شرب القهوة في الأوساط العليا، حتى باتت مستساغة بين العامة في اليمن، لتصبح عادة اجتماعية يومية بين أهالي هذا المصر.
بدأ المزارعون يطورون آليات تخريج البن، فبعد أن كانوا يكتفون بزراعته فحسب، صاروا يطحنونه ويحمصونه، كما تم تطوير الاستخدامات ليستخدم كمحسن مزاجي وللشرب بشكل عام إضافة إلى الأغراض الطبية التي يعد من أبرزها مواجهة السهر والتغلب على الإجهاد.
من اليمن انتقلت القهوة إلى الحجاز، وتحديدا في مكة حيث شاع احتساء القهوة بشكل كبير مع استغلال التقارب اليمني الحجازي، ثم وصلت إلى مصر عبر طلاب أزهريين يمنيين جلبوها معهم للاستعانة على السهر والإجهاد، ثم وصلت إلى نجد ثم إلى تركيا ثم إلى فينيسيا ثم ذهبت إلى أوروبا وتحديدا في لندن.
هذه المسيرة هي التي تجعل العرب يرون أن القهوة تأسست في المنطقة وانبثقت منها باقي الأنواع الأخرى.
يمكننا أن نقرأ عن القهوة العربية المرة التي انطلقت منها باقي الأنواع كما أسلفنا في كتابات الرازي وابن سينا، الرازي ذكر البن في كتاب الحاوي، بينما ذكر ابن سينا البن كدواء في كتابه "القانون في الطب".
يذكر أن انتقال البن إلى أوروبا واستخدامه لم يكن أمرًا سهلًا، إذ إنَّ القهوة عندما وصلت إلى أوروبا وبالتحديد إلى البندقية في عام 1615 أدان رجال الدين استخدامها، إلى أن أتى البابا كليمنت وأباح شربها بعد أن أعجبه مذاقها ولم ير مبررًا لتجريمه.
طريقة عمل القهوة العربية
يأتي الآن السؤال الأبرز، ما هي طريقة عمل القهوة العربية.
في البداية لابد من تحضير المكونات، والتي تشمل كوبين من المياه، و4 ملاعق صغيرة من الهال المطحون الناعم، و5 ملاعق من القهوة المطحونة إلى جانب مقدار رشة بسيطة من الزعفران.
ثم يتم وضع الماء في إناء كبير على درجة حرارة متوسطة ثم يترك حتى يسخن، تضاف القهوة ويتم تحريك المزيج جيدا حتى يتجانس، ثم يتم تحريكه بين الحين والآخر مرة أخرى بملعقة خشبية ويترك الخليط على النار 5 دقائق حتى يغلي، يرفع الإناء ويضاف الهال والزعفران ويقلب الخليط جيدا، ثم توضع القهوة لتغلي وتتمازج مكوناتها.
تابع كل جديد عبر منصتنا على: