«الرجل» تختار أفضل سيارات 2025.. 11 تحفة ميكانيكية أعادت تعريف القوة
رغم أن السمة الأبرز التي قد تميز المشهد العام في صناعة السيارات للعام 2025، هي الرضوخ لرغبة عصب هذه الصناعة الوحيد والذي من أجله وحوله تتمحور كل القرارات الصادرة عن الإدارة العليا لهذه الصناعة، أي باختصار "المستهلك".
«الرجل» تختار أفضل سيارات عام 2025
وبالعودة عن خطط الكهربة المفرطة بالطموح، لعدد كبير من صناع الساحرة ذات العجلات الأربع (السيارة)، الأمر الذي أدى أيضًا لتراجع الاتحاد الأوروبي عن قرار حظر بيع محركات الاحتراق الداخلي والذي كان من المقرر تطبيقه بدءًا من عام 2035.
إلا أن العام 2025، كغيره من الأعوام السابقة شهد إطلاق العديد من السيارات البارزة التي تمتعت كل واحدة منها بمميزات سمحت لها بأن تتربع على عرش سيارة الشهر من مجلة الرجل، وفيما يلي يمكنك عزيزي القارئ، التعرف إليها.
سيارة شهر يناير
فيراري F80 وريثة مجد لومان
تفرض بطاقة الانتماء إلى السلسلة الحصرية المقبلة من مارانيللو على أي سيارة تحملها أن تتمتع بخصائص استثنائية. وكما نجح طرازا 288 GTO وF40 في نيل لقب الأسرع في العالم كلٌّ في زمنه، وكما تميّزت F50 بمحرك تعود جذوره مباشرة إلى سيارات الفورمولا 1، ثم جاءت إنزو كأول سيارة رياضية تعتمد مكابح من الكربون–سيراميك وتنقل تقنيات السباقات إلى الطريق، وصولا إلى لافيراري التي كانت رائدة في توظيف التقنيات الهجينة لتعزيز الأداء لا تقليل الاستهلاك. تأتي F80 امتدادًا طبيعيًا لهذه السلسلة، مدينةً ببنيتها الميكانيكية والديناميكية لعالم السباقات، وتحديدًا سباقات لومان. فهناك، سجّلت فيراري عودة مظفّرة خلال السنوات الأخيرة بعد غياب دام خمسين عامًا، لتنتزع انتصارين متتاليين في جوهرة المنافسات: سباق 24 ساعة لومان.
وباعتبارها السيارة السادسة ضمن سلسلة السيارات الرياضية الخارقة من فيراري، كان من المتوقع أن تُزوَّد بمحرك من 12 أسطوانة، ذلك المحرك الذي قال عنه المؤسس إنزو فيراري يومًا إنه جوهر فيراري، وكل ما عداه تفرعات تفرضها الضرورة. غير أنّ هذه الضرورة ذاتها حضرت هنا، إذ جُهزت F80 بمحرك من ست أسطوانات، نعم ست وليس ثماني أسطوانات. فهل يعني ذلك أن فيراري بدأت تتخلّى عن القواعد التي أرساها مؤسسها؟
الإجابة هي لا. بل على العكس، فقد طبّقت فيراري فلسفة إنزو إلى أقصى حدودها. فلو كان الرجل مولعًا بالأرقام البراقة الخالية من الجوهر، لما ترك بعد رحيله صانع سيارات رياضية استثنائيًا، وربما الأعظم، في التاريخ. إنزو كان يهتم بالأداء الخالص، لا بالشكل الذي يولد به هذا الأداء. صحيح أن محرك الست أسطوانات قد يبدو أقل إثارة من محرك الاثنتي عشرة أسطوانة من حيث الهيبة، إلا أن حجمه المدمج يتيح حلولا تصميمية وهندسية متقدمة ترفع مستوى الأداء الديناميكي، وهو الهدف الأسمى الذي تسعى إليه فيراري.
ميكانيكيًا، تعتمد F80 منظومة دفع تتكوّن من محرك سداسي الأسطوانات بسعة 3.0 لترات مزوّد بشاحن توربيني مزدوج، متصل بعلبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب، يولّد وحده قوة 900 حصان. وترتفع القوة الإجمالية إلى 1200 حصان مع تدخل ثلاثة محركات كهربائية، موزّعة بواقع محرك واحد في الخلف ومحركين على المحور الأمامي. وبما أن المحور الأمامي يستفيد من محركين كهربائيين، فإن F80 تتمتع بنظام دفع رباعي، يترجم خبرة فيراري السباقية إلى أداء طريق استثنائي بكل المقاييس.
سيارة شهر فبراير
أستون مارتن فالهالا أسطورية بالوراثة
قرار تطوير وإنتاج سيارة رياضية خارقة مزوّدة بمحرك بوضعية وسطية قادرة على التوفيق بين أعلى درجات التطرف التقني لسيارات الفورمولا 1 وبين متطلبات الاستخدام القانوني على الطريق، لم يكن قرارًا سهلا بالنسبة لعلامة تجارية تعاني مشكلات مادية كأستون مارتن، إذ لا يحتاج المرء إلى الكثير من التحليل كي يكتشف أنّ هذا الأمر يترتب عليه تكاليف مالية ضخمة، تكاليف مرتفعة لدرجة لا يمكن التعويض عنها من خلال بيع 275 نسخة من السيارة، ولو كان سعر النسخة الواحدة يدور في فلك الـ 15 مليون ريال سعودي. ولكن ماذا لو توزّعت هذه التكاليف على سيارتين تحملان التقنيات نفسها، وإن بنسب متفاوتة، بحيث تكون الثانية بينهما ذات إنتاج تجاري أقل تحديدًا بشكلٍ يرضي من لم يتمكن من الحصول على فالكري من جهة، ويحقق أرباحًا مالية كريمة للشركة من جهة أخرى.
هكذا ولدت فكرة فالهالا التي نتحدث عنها هنا، والتي تأتي لتحتل مكانة حصرية حجزتها لنفسها (حتى الساعة). فمن جهة هي أعلى مستوى على الصعيد التقني من لامبورغيني ريفولتو وفيراري 849 تستاروسا، ومن جهة أخرى أقل تجهيزًا وقدرات من ماكلارين W1 و فيراري F80.
تأتي فالهالا مجهزة بمنظومة ميكانيكية بقوة 1064 حصانًا تتألف من محرك ثماني الأسطوانات، كما هو الحال مع معظم سيارات أستون مارتن الأخرى، وهو بسعة 4.0 لتر، يولد وحده قوة 817 حصانًا. وبالإضافة إلى محرك الاحتراق الداخلي، تستفيد السيارة من ثلاثة محركات كهربائية، جرى دمج أحدها مع علبة تروس ثنائية القابض بثماني نسب، ويعمل في المقام الأول كمبتدئ ومولد لشحن حزمة البطارية، أما المحركان الآخران في المقدمة، فيديران كل عجلة للحصول على الدفع الرباعي. ويمكن للمحركات العمل بشكلٍ مستقل لتوجيه العزم على حلبات السباق، أو يمكن تفعيل الوضع الكهربائي الصرف والقيادة لمسافة 13 كيلومترًا بسرعاتٍ تصل إلى 130 كيلومترًا في الساعة.
تكشف الأبواب التي تُفتح إلى الأعلى في فالهالا عن كميات كبيرة من ألياف الكربون غير المطلي، وعن تصميم داخلي يمزج ببراعة بين الشكل والوظيفة، ما يمنح المقصورة شخصية بصرية فريدة مع الحفاظ على الوزن عند الحد الأدنى، ويجلس السائق والركاب في مقاعد من ألياف الكربون من قطعة واحدة هي مناسبة لجلسات القيادة الديناميكية السريعة على حلبات السباق أكثر منها للرحلات الطويلة.
أما المقود الذي يتخذ تصميمًا مستطيلاً، فهو مستوحى من عالم الفورمولا 1 ويحتوي على عناصر للتحكم في نظام المعلومات والترفيه.
سيارة شهر مارس
مازيراتي بيتوربو شامال MA-01 أسطورة "الرمح الثلاثي" تنال الإنصاف بعد انتظار
كغيرها من الإبداعات، وُلدت مازيراتي شامال من رحم المعاناة. ففي عام 1989، وبينما كانت الشركة تتخبط بين قرارات المالك أليخاندرو دي توماسو وبين النفوذ المتزايد لمعهد إعادة البناء الصناعي المدعوم من الحكومة الإيطالية، جرى الكشف عن سيارة استثنائية تحمل تصميمًا خلابًا ومواصفات عالية. ولكن أيضًا كغيرها من الإبداعات التي تولد من رحم المعاناة، عرفت شامال في أيامها الأولى أوقات صعبة بسبب عدة عوامل، أبرزها السعر المرتفع والسمعة السيئة الناجمة عن المشكلات الميكانيكية التي كانت تعاني منها سيارات "الرمح الثلاثي" في ذلك الحين.
هذا الأمر، أضف إليه الضائقة المالية التي كانت تعصف بالشركة، أدى إلى توقف إنتاج السيارة بعد تسليم 369 نسخة فقط، في الوقت الذي استمرت المنافسة في سوق لا ينتظر أحدًا، لتضيع شامال في غياهب النسيان من دون أن يشفع لها تصميمها الخارجي الذي أبدعه مارسيلو غانديني، أحد أعظم المصممين في التاريخ، ولا محركها الهادر ذو النغمة المثيرة أو أداؤها المفعم بالعصبية الإيطالية.
ولكن كونها (كما ذكرنا غير مرة) من الإبداعات، ينطبق عليها أيضًا أن تنال اهتمام العالم ولو بعد حين، فهي اليوم تُعد من السيارات البارزة في تاريخ مازيراتي الذي يمتد لأكثر من مئة عام، وهذا الأمر هو الذي دفع بمودينا أتوموبيلي، وهي شركة مستقلة تتألف من مجموعة عشاق السيارات الرياضية الذين نشأوا فيما يُعرف باسم "وادي المحركات" في منطقة مودينا الإيطالية مهد صناعة السيارات الإيطالية الرياضية الفاخرة، لإعادة إحياء السيارة بحلة عصرية تجمع ما بين شخصيتها المحببة وبين أحدث تقنيات العصر الحالي.
كانت الخطوط الأساسية التي بنت عليها شامال الأصلية تعود لطراز بيتوربو، ولكن بعد إضافة كل من الرفارف المنتفخة بشكلٍ كبير في الخلف ومعتدلة الانتفاخ في الأمام، وعواكس الهواء الجانبية والتصميم المختلف للمؤخرة، تحوّلت السيارة إلى شيء أبعد ما يكون عن الرتابة التي كانت تسيطر على خطوط بيتوربو، ولا يعكر صفو خطوط الجسم المنسابة الحادة والمصقولة، سوى فتحات التهوية الضرورية لتبريد المحرك ومكونات السيارة الميكانيكية الأخرى.
تتمتع MA-01 بالمحرك نفسه الذي كان يجهز طراز مازيراتي غيبلي الذي طُور تحت إشراف فيراري، والذي يتألف من ست أسطوانات سعة 3.0 لترات مع شاحن هواء توربو بقوة 500 حصان تصل إلى العجلات الدافعة عبر علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب تتابعية، الأمر الذي يسمح للسيارة، وبالتعاون مع انسيابية جسمها، من الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 285 كيلومترًا في الساعة بعد أن تكون قد انطلقت إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 4.7 ثانية.
في الداخل، بذل مهندسو Modena Automobili مجهودًا كبيرًا من أجل المحافظة قدر المستطاع على التصميم نفسه الذي تمتعت به Shamal الأصلية، في الوقت نفسه الذي يجهزونها بأحدث تقنيات العصر الحالي.
اقرأ أيضًا: صراع الأناقة: أودي A6 تواجه BMW 5 Series
سيارة شهر أبريل
مارك فيليب غامبالا مارسيّن، أسطورة البراري
رغم أنّ الشخصية التي ربطت سيارات أستون مارتن بعالم التميز والجاذبية القاطعة للأنفاس هي شخصية العميل السري جيمس بوند، فإنّ البطل البريطاني في روايات أيان فلامنغ موجود فقط في تلك الروايات، أي في عالم الخيال الذي لا يمت للواقع بصلة، لذا فإذا أردنا حقًا أن نكتشف من هي الشخصية التي كان لها الأثر الإيجابي الأكبر على ساحرات غايدون بعيدًا من عالم الروايات وخيالها الواسع فستكون السير (لقب بريطاني رفيع) دايفد براون، أو ما يحلو لنا وصفه بالجندي المجهول (بالمقارنة مع السيد بوند) في تاريخ الصانع البريطاني العريق والساحر أستون مارتن.
هنا قد تتساءل عزيزي القارئ ما هي علاقة السير ديفيد براون بأستون مارتن فانكويش فولانتي التي نتحدث عنها في هذا التقرير، الإجابة هي: لأن هذه السيارة، وإن كانت لا تحمل في اسمها الحروف الأولى لاسم الصناعي الشهير، إلا أنها تنسجم تمامًا مع الشخصية الساحرة التي أرادها الرجل لسيارات العلامة التجارية المحببة، فهي تتمتع بخطوط خارجية قاطعة للأنفاس، كما أنها مكشوفة، أي تمامًا كما كان يرغب بأن تكون سياراته، بخلاف السيد بوند الذي كان دائمًا ما يختار سيارات مجهزة بسقف صلب علّه يستخدمه في تنقلاته بدلاً من الإطارات.
تتمتع السيارة بسقف قماشي قابل للطي مصمم ضمن آلية تُطلق عليها الشركة اسم k-fold، وهي آلية تضمن توضيب السقف في مساحة ضيّقة لا تؤثر كثيرًا على قدرة التخزين عند كشف السيارة مقابل شكل متماسك خالٍ من التجاعيد عند إغلاق السقف، علمًا أنّ الأخير يتمتع بتقنية تقلل من احتمال وصول الضجيج إلى المقصورة، فضلا عن عزل حراري ممتاز.
رغم التصميم الساحر الذي تتمتع به السيارة، وشخصيتها الشبابية الأرستقراطية وتفاصيل مقصورة قيادتها العالية الجودة التي سنأتي على ذكرها لاحقًا، يبقى أهم ما يعطي هذه السيارة أهميتها هو محرك الأسطوانات الاثنتي عشر سعة 5.2 لتر مع شاحن هواء توربو مزدوج قادر على توليد قوة 824 حصانًا مقابل عزم دوران أقصى يبلغ 1000 نيوتن-متر، ليرسلهما حصرًا إلى العجلات الخلفية عبر علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب.
يبدأ الجمال داخل مقصورة فانكويش فولانتي قبل أن تفتح أيًا من بابيها اللذين يُفتحان بزاوية جانبية مرتفعة قليلا نحو الأعلى جريًا على الشركة، كونك تستطيع رؤية كل شيء من الخارج عندما يكون السقف موضبًا في الحيز المخصص له في الخلف، إذ يكفي تأمل مقصورة القيادة قليلا حتى تكتشف أنها تجمع الفخامة بالروح الرياضية.
سيارة شهر يونيو
كيميرا K39، عندما تصعد الأحلام إلى القمم
في أيامنا هذه، وعند سماع لفظ السيارات الإيطالية الرياضية، سرعان ما يتبادر إلى الأذهان صورة نسخة من طرز فيراري، باغاني، لامبورغيني أو ألفاروميو، ولكن هناك صانعًا آخرًا عرف في الماضي من المجد ما سمح له أن يتربع كالأسماء الرنانة التي ذكرناها على عرش السحر الرياضي الإيطالي في عالم السيارت، هذا الصانع هو لانسيا الذي ينحصر إنتاجه اليوم بطراز واحد فقط هو عبارة عن سيارة صغيرة للاستخدام داخل المدينة تعكس الأناقة الإيطالية، ولكن ضمن فئة اقتصادية لا تليق بعلامة تجارية رفعت في الماضي راية التفوق الإيطالي عاليًا.
ولكن بعيدًا من الحاضر الحالي لهذا الصانع الإيطالي العريق، هناك صانع سيارات إيطالي آخر قرر تكريم سيارات لانسيا من خلال إعادة إنتاج الطرز التي سيطرت في الماضي على عالم الرياضات الميكانيكية. هذا الصانع هو Kimera الذي وفّر لنا قبل فترة طرازي EVO37 وEVO38 ليكونا بمثابة تكريم لطراز 037 بطل الفئة B من بطولة العالم للراليات، والسيارة التي كسرت سطوة تقنية الدفع الرباعي التي تميزت بها سيارات أودي لتحقق بطولة العالم للصانعين خلال العام 1983 بفضل هندستها الذكية لتكون آخر سيارة مجهزة بتقنية الدفع بالعجلات الخلفية فقط تحقق لقب بطولة العالم.
اليوم، ها هي كيميرا توفر طراز K39 الذي اخترناه سيارة الشهر لعدد يونيو، وهو ليس الطراز الذي يهدف فقط لإعادة الاعتبار لصانع كبير كـ لانسيا، بل أيضًا إعادة الاعتبار لمحركات الاحتراق الداخلي بشكلٍ عام.
تراهن K39 على عامل الوزن المنخفض مقابل القوة العالية، فرغم أنّ الشركة لم تكشف حتى الساعة عن التفاصيل الميكانيكية والديناميكية الدقيقة للسيارة، إلا أنّ كونها تستخدم هيكلا وجسمًا مصنوعين بشكلٍ مكثّف من مادة ألياف الكربون، فهي ستتمتع بوزن يقل عن 1,100 كيلوجرام، ومن المرجح أن تستخدم محركًا تبلغ سعته 2.1 لتر قادر على توليد قوة 600 حصان تصل إلى العجلات الدافعة عبر علبة تروس يدوية من ست نسب.
الخبر المفرح في نهاية الحديث عن K39 هو أنّ الشركة الإيطالية أكدت أنها ستعمد لتوفير نسخ محدودة مخصصة للسير على الطريق من السيارة، ستتوافر لنخبة عملائها الذين سيتمكنون من تخصيصها بالشكل الذي يرغبون به على صعيد الألوان الداخلية والخارجية، أما بالنسبة للسعر فهو سيراوح ما بين 2.1 و2.4 مليون ريال سعودي.
سيارة شهر يوليو
جمارو كرافلا، إعصار ايطالي بقوة 2157 حصانًا
قد لا يكون أمرًا مدهشًا أن نرى ولادة سيارة رياضية خارقة جديدة ذات خطوط خارجية جذابة ومواصفات رياضية استثنائية فيما يُعرف بـ"وادي المحركات" الذي يتخذ من منطقة مودينا في الشمال الإيطالي مقرًا له، إذ إنّ هذا الوادي ليس مهد كل من لامبورغيني، ومازيراتي والأسطورية فيراري فحسب، بل أيضًا باغاني وغيرها من العلامات المتخصصة في مجال السيارات الرياضية، من دون أن نغفل بوغاتي ضمن حقبة رومانو أرتيولي أو شيزيتا أوتوموبيلي الطيبتي الذكر. ولكن الغريب صراحةً، أو الأكثر من مدهش بتعبيرٍ أدق، هو أن تبصر النور سيارة جديدة بمحرك احتراق داخلي حصرًا قادر على توليد قوة 2137 حصانًا لدفع عجلات خلفية فقط من أي مكان على وجه الأرض، فضلاً عن الوادي الإيطالي الشهير، إلا أنّ هذا تمامًا ما قامت به علامة جمارو أوتوموبيلي الإيطالية الجديدة.
تأسست Giamaro Automobili، التي يقع مقرها في مودينا، على يد عائلة كومينداتور في العام 2021 - إنها مصادفة غريبة أن يكون اسم عائلة من هم وراء هذا الصانع الجديد هي اللقب الذي كان يُطلق على إنزو فيراري- وانبثقت من رؤية تجمع بين الهندسة العاطفية والإتقان الحرفي والاهتمام الدقيق بالتفاصيل، لتعيد تعريف مفهوم الأداء.
تصميم السيارة الخارجي مستوحى من السيارات الخارقة التي تعود لحقبة التسعينيات، وعلى رأسها طراز ديابلو من لامبورغيني بنسبة كبيرة مع بعض السمات التي تعود لـ بوغاني EB110، أي تلك الحقبة التي تفردت سيارتها بخطوط عصرية جريئة لا تخلو من لمسة فنية.
قلب السيارة النابض بالقوة هو محرك يتألف من 12 أسطوانة رباعي الكامات سعة 7.0 لترات، مع شاحن هواء توربو مثبّت ضمن زاوية انفراج الأسطوانات البالغة 120 درجة، وهو مصمم ومطوّر بالكامل داخل الشركة بالتعاون مع شركة أيتال تيكنيكا ضمن عملية تصميم تهدف إلى جعله قادرًا على توليد نغمات ميكانيكية قوية بارزة عند العمل على سرعات دوران عالية من دون المساس بعزم الدوران عند العمل على سرعة دوران منخفضة.
وفي وضع القيادة القياسي، يُولّد المحرك قوة 1670 حصانًا وعزم دوران يبلغ 1556 نيوتن متر، ولكن في وضع القيادة الأقصى الذي يُفعّل بمفتاح خاص مطلي باللون الأحمر، يمكن زيادة هذه القوة إلى 2157 حصانًا مع عزم دوران يبلغ 2008 نيوتن متر عند 9000 دورة في الدقيقة.
من الداخل، صُممت مقصورة كرافلا كي تناسب ظروف القيادة على سرعاتٍ عالية، إذ جرى تصميم وضعية تثبيت المقعد ليكون منخفضًا جدًا ومتراجعًا إلى الخلف.
تكتمل هوية العلامة التجارية من خلال اتخاذها لـ Villa Pietramellara مقرًّا لها، وهو مبنى يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر سيجري تحويله إلى مساحة مخصصة للضيافة وتجربة العملاء.
اقرأ أيضًا: ثلاث ساحرات على جناح الريح.. سيارات مكشوفة لتجربة قيادة مثيرة في الهواء الطلق
سيارة شهر سبتمبر
باغاني غوادا لونغا سبيدستر ترسم الريح
إلى جانب تصاميمها التي تمزج بين الفخامة المطلقة وروح الحداثة، تحمل سيارات باغاني لمسة فنية تجعلها أقرب إلى لوحات عباقرة عصر النهضة، وكأن خطوطها وملامحها خرجت للتو من مرسم ليوناردو دافنشي نفسه.
ولكن ما يميز الصانع الإيطالي أكثر من أي شيءٍ آخر هو الوافاء للأيقونات الأسطورية، إذ نادرًا ما تُحال سياراته إلى التقاعد النهائي. فكل طراز محدود الإنتاج يجد طريقه للعودة مجددًا بنسخة معدّلة أو إصدار خاص، حتى بعد أن يحل محله طراز جديد كليًّا. خير مثال على ذلك هو زوندا، أولى سيارات باغاني التي أبصرت النور عام 1999، والتي واصلت مسيرتها في نسخ متعددة حتى وقت قريب، وصولا إلى النسخة الفريدة زوندا يونيكو.
واليوم، يطل قسم باغاني غراندي كوبليكازيوني المسؤول عن ابتكار الطرز الأكثر حصرية لدى الشركة (رغم أنّ سياراتها "العادية" نادرة بحد ذاتها)، ليكشف عن الفئة المكشوفة من طراز غوادا لونغا، الذي ظهر لأول مرة في 16 يونيو 2022، أي قبل شهرين فقط من طرح أحدث إبداعات باغاني، طراز يوتوبيا.
تعود فكرة هويرا غوادا لونغا بالأساس لرغبة أحد عملاء باغاني في الحصول على سيارة فريدة وحصرية للغاية مع تصميم مستوحى من السيارات التي شاركت في حقبة الستينيات من سباقات 24 ساعة لومان.
من الداخل، تتميز المقصورة بتصميم باغاني المعهود الذي لا يترك أي جزء من الأجزاء الداخلية من دون أن يحيطه بلمسة فنية فاخرة، مع حياكة جلدية منفذة يدويًا، وتطعيمات معدنية مصقولة، ومجموعة واسعة من مفاتيح التشغيل.
ميكانيكيًا، وكما هو الحال مع مختلف سيارات باغاني، تتمتع غوادا لونغا سبيدستر بمحرك يتألف من 12 أسطوانة سعة 6.0 لترات مع شاحن هواء مزدوج ويُولّد قوة 852 حصانًا تصل إلى العجلات الخلفية الدافعة عبر علبة تروس يدوية أو أوتوماتيكية بسبع نسب. وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ محرك السيارة هو من إنتاج مرسيدس AMG.
وبخلاف ما يجري عادةً في عالم السيارات الرياضية الذي تتوافر فيه النسخ المكشوفة من أي سيارة بأعداد أقل بكثير من أعداد شقيقتها ذات السقف الثابت، فإنّ غوادا لونغا سبيدستر المكشوفة ستتوافر في عشر نسخ، أي ضعف العدد الذي يتوافر لشقيقتها التقليدية، وهذا يعني أنّ السيارة الأكثر تميزًا هي التي ستكون أكثر توافرًا.
سيارة شهر أكتوبر
بوغاتي برويار، أسطورة تلامس الخيال
سواء خلال حقبة المؤسسين الأصليين، في عهد رجل الأعمال الإيطالي رومانو أرتيولي، أو مؤخرًا تحت رايتي فولكس فاغن ثم ريماس، لطالما عودنا الصانع الفرنسي العريق بوغاتي على تكريم من يرتبطون بإرثه المجيد من خلال إطلاق أسمائهم على سياراته الجديدة، فسواء حملت فيرون شيرون أسماء من عرفوا المجد على حلبات السباق، أو أسماء رومانسية ترتبط بغموض الاختفاء فوق المحيط الأطلسي كما حصل مع طراز تايب 57 أتلانتيك، فإنّ ما يمكننا استنتاجه هو أنّ تسميات بوغاتي لسياراتها لا تأتي أبدًا عن عبث.
والأمر نفسه ينطبق على بوغاتي برويار التي نتحدث عنها هنا، ولكن هذه المرة تأتي التسمية لا لتكريم سائق أو مناسبة إنما لتكريم "برويار" الحصان الأقرب إلى قلب المؤسس إيتوري بوغاتي.
اسم برويار الذي يرتبط بإرث العائلة وعالم الخيول الأصيلة ليس فقط ما يميز هذه السيارة. وبمناسبة الحديث عن الأصالة، تأتي جديدة بوغاتي مجهزة بمحرك مؤلف من ست عشرة أسطوانة عريق ظهر أول مرة في طراز فيرون، لتكتمل روعة السيارة من خلال التصميم الخارجي الجذاب المستوحى من طراز ميسترال وأعلى مستويات الحصرية التي تتجلى في كون برويار لن تُنتج سوى نسختين حصريتين لا مثيل لهما.
رغم جمال الخطوط الخارجية للسيارة، فإنّ هذا المظهر الجذاب لم يكن وحده هدف فريق التصميم، إذ أعطي اهتمام كبير بعناصر الديناميكية الهوائية ضمن جسم السيارة المنحوت. ونتيجة لهذا الاهتمام، أتت آلية تدفق الهواء عبر المداخل الموزّعة حول السيارة بشكلٍ يعزز مستويات التماسك الهوائي من دون التأثير سلبًا - بنسبة كبيرة - على الانسيابية أو على قدرة شق الهواء بالسلاسة التي يتمتع بها الجسم. وبينما يوفر الجناح الثابت في الخلف توازنًا ديناميكيًا هوائيًا ويُعزز أناقة السيارة، فإنه يوفر أيضًا مستويات أعلى من الضغط الهوائي نحو الأسفل، لينسجم بذلك مع الدور الذي يقوم به ناشر الهواء الخلفي.
كما ذكرنا، تتمتع برويار بمحرك يتألف من ست عشرة أسطوانة سعة 8.0 لترات، ولكن بعد إخضاعه لتعديلات رفعت قوته إلى حدود 1578 حصانًا، تأتي بمساعدة من أربعة أجهزة شحن هواء توربو وتصل إلى العجلات الأربع عبر علبة تروس أوتوماتيكية من سبع نسب تعمل بتقنية القابض الفاصل المزدوج، الأمر الذي يضمن سلاسة وصول القوة إلى العجلات.
يعزز التصميم الداخلي مستويات التميز من خلال أقمشة منسوجة على نحو خاص مع لمسات من ألياف الكربون بلون أخضر وعناصر من الألومنيوم المصقول، فيما تُغطي زخارف تحمل رسومات أحصنة مطرزة ألواح الأبواب الداخلية ومساند المقاعد، في إشارة إلى حصان إيتوري بوغاتي المحبب، بينما صُممت المقاعد لتناسب ذوق مالك السيارة، فضلاً عن مقبض علبة التروس المصنوع من الألومنيوم، الذي يتضمن قطعة زجاجية على شكل حصان مُصغَّر.
سيارة شهر نوفمبر
تستاروسا 849، الأسطورة تولد مرتين
يقال إنّ لكل امرئٍ من اسمه نصيبًا، وانسجامًا مع ما نتكلم عنه اليوم قد يكون الأدق أن نقول إنّ لكل سيارة من اسمها نصيبًا، ولكن هل هذه المقولة صحيحة؟ أم أنّ من يحمل اسمًا أُطلق في الماضي على أمرٍ عظيم يرزح دائمًا تحت ثقل التسمية ومعضلة الوفاء لإرثها؟
قصتنا اليوم بدأت عام 1984، عندما استبدلت فيراري طراز BB، أول سيارة مجهّزة بمحرك وسطي من إنتاجها، بطراز حمل اسم تستاروسا، أو العبارة الإيطالية التي تعني الرأس الحمراء، تيمنًا بمحرك السيارة ذي رؤوس الأسطوانات المطلية باللون الأحمر، ولكن الرؤوس الحمراء هذه لم تكن هي ما جعل هذه السيارة عظيمة، ولا حتى إرث السيارات التي سبقتها في حمل هذا الاسم خلال خمسينيات القرن الماضي، رغم انتصاراتها العديدة على حلبات السباق، فالسبب في عظمة تستاروسا الثمانينيات لم يكن سوى خطوطها الخارجية المبتكرة والقاطعة للأنفاس.
ولكن فيما تميزت تستاروسا الأولى التي أبصرت النور في خمسينيات القرن الماضي بإنجازاتها الكبيرة على حلبات السباق، لا سيما الفوز بسباق 24 ساعة لومان ثلاث مرات، وتميزت تستاروسا الثمانينيات بخطوطها التي شكلت صدمة في عالم التصميم، أتت 849 تستاروسا اليوم لتتميز بتوفيرها لقمة التقنيات في عالم السيارات الرياضية، أي نظام FIVE الأحدث من فيراري.
تتمتع السيارة بمنظومة هجينة تقوم على محرك احتراق داخلي يتألف من ثماني أسطوانات سعة 4.0 لترات يولد وحده قوة 830 حصانًا تصل إلى العجلات الخلفية عبر علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب. ويتناغم هذا المحرك بعمله مع ثلاثة محركات كهربائية بقوة 220 حصانًا، لإجمالي قوة تبلغ 1050 حصانًا.
أما الأهم فهو نظام FIVE الذي ذكرناه، والذي بفضله يمكننا القول إنّ 849 تستاروسا هي أول سيارة ضمن الإنتاج التجاري غير المحدود، وبعد F80 الحصرية، تتمتع بهذا النظام الذي يعتمد على جهاز حاسب يتلقى معطيات من المستشعرات الموزّعة حول السيارة ويقارنها مع معايير أخرى كسرعة السيارة الفعلية، وزاوية التفاف المقود، ونسبة الضغط على دواسة الوقود وغيرها من المعطيات لرسم صورة يمكنه من خلالها أن يتنبأ بما سيلي خلال عملية القيادة ويضع الأجهزة في حالة تأهب لضمان حركة ديناميكية مدروسة ومتماسكة للسيارة.
في الختام، وللإجابة عن السؤال الذي طرحناه في البداية، فلا شك أنّ جديدة فيراري تتمتع بكل ما يلزمها للقيام بهذه المهمة على أكمل وجه.
سيارة شهر ديسمبر
كابريكورن 01 زاغاتو، فن إيطالي يعانق دقة ألمانية بقلب أمريكي نابض بالقوة
قد لا تكون هذه هي المرة الأولى التي تلتقي فيها الهندسة الألمانية المتفوقة مع أناقة الفن الإيطالي، فسواء كان الأمر يتعلق بسيارة ألمانية رُسمت خطوطها من قبل مصمم إيطالي، كحال فولكس فاغن غولف، BMW M1 وأودي A5، أو سيارة إيطالية تستخدم محركًا ألمانيًا، كحال سيارات باغاني من أيام زوندا مرورًا بهويرا وصولا إلى يوتوبيا، لطالما عرف التعاون بين عبقرية الألمان وسحر الإيطاليين نجاحًا فاق التوقعات.
ولكن الجديد اليوم هو أنّ التعاون بين كابريكورن وزاغاتو يكتسب بعدًا أعمق، فهذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها صانع المكونات المخصّصة للسباقات كابريكورن عالم الإنتاج التجاري المباشر، والمرة الأولى التي تصمم فيها دار زاغاتو سيارة رياضية خارقة بالكامل انطلاقًا من صفحة بيضاء، بعد أن اقتصرت تصاميمها خلال أكثر من 100 عام على توفير جسم مختلف لهيكل سيارة أخرى.
التعاون الذي انبثقت السيارة عنه ليس تعاونًا ثنائي الأطراف، بل ثلاثيًا، إذ تُضاف المدرسة الأمريكية إلى المعادلة الإيطالية الألمانية التي تقوم عليها كابريكورن 01 زاغاتو، من خلال محرك فورد ذي الأسطوانات الثماني سعة 5.2 لتر، الذي عمدت كابريكورن لتعديله بشكلٍ جذري وعززته بنظام شاحن هواء فائق ليصبح قادرًا على توليد قوة تزيد على 900 حصان وقوة عزم دوران أكثر من 1,000 نيوتن متر، أي ما يكفي لدفع السيارة، إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة بأقل من ثلاث ثوانٍ، ثم متابعة عملية التسارع هذه حتى الوصول إلى سرعة 360 كيلومترًا في الساعة. علمًا أنّ عملية نقل القوة إلى العجلات الدافعة تجري من خلال علبة تروس يدوية من خمس نسب مع مقبض يتحرك ضمن لوح مسنن.
التصميم الأنيق هو السمة الأولى التي تتمتع بها مقصورة كابريكورن 01 زاغاتو، مع مزيج من الفخامة والروح الرياضية، إذ تتابع مادة ألياف الكربون سيطرتها على المقصورة التي تتقاسمها مع الجلود العالية الجودة، أما المقود فهو دائري بشكلٍ كامل مع تصميم كلاسيكي دمجت فيه بعض مفاتيح التحكم الحقيقية بشكلٍ متجانس لا يلفت الأنظار كثيرًا.
