بورشه 911 توربو S كابريوليه تطور لا يساوم بالأصالة
قد يكون الحديث عن بورشه 911 بشكلٍ عام، وتوربو S بشكلٍ خاص، من أصعب المهمات التي يمكن لخبير سيارات أن يقوم بها، فكيف يمكنك وصف سيارة تطورت على مدى 50 عامًا، دون أن تغير يومًا تركيبتها المتفوقة، فهي لم تكن تنتقل بين جيل وآخر إلا لتصبح أفضل وأفضل.
ولكن اليوم القصة مختلفة بعض الشيء، إذ إنّ الجيل الأحدث 992، وتحديدًا بمرحلته الثانية، أي 992.2، نال نظامًا هجينًا جديدًا غير تركيبتها التقليدية دون أن يغير شخصيتها، فهو يسخر أحدث التقنيات المتطورة لمصلحة الأداء العام للسيارة ولكن دون أن يفقدها أبرز مميزاتها التي تتمثل باستمرارية الأداء واتساقه مهما طالت عملية التسابق على حلبة السباق.
تصميم خارجي محسّن
قبل الاسترسال بشرح التقنيات التي تميز 911 توربو S الجديدة عن غيرها من السيارات الرياضية الهجينة، علينا أن نبدأ بالحديث عن خطوطها الخارجية التي نالت بعض التعديلات البسيطة التي تتركز على المصد الأمامي الذي أعيد تصميمه عبر إضافة خطوط أفقية تسهم بتحويل الهواء نحو القسم الجانبي حيث فتحة التهوية الواسعة المثبّتة في القسم الأمامي للرفارف الخلفية النافرة. أما فتحات التهوية الأمامية الجانبية فأصبحت تستفيد من التقنية النشطة نفسها التي ظهرت لأول مرة على الفئة GTS، بحيث لا تُفتح شفراتها سوى عند الحاجة لمزيد من التبريد، وكي تحافظ على الفعالية الانسيابية للسيارة.
وللمزيد من الفعالية الانسيابية، تستفيد 911 توربو S الجديدة من ناشر هواء أمامي نشط يعمل بالتناغم مع الجناح الخلفي لتوفير كفاءة ديناميكية هوائية.
المواصفات الميكانيكية
على الصعيد الميكانيكي، تتمتع 911 توربو S بتقنية T Hybrid الهجينة من بورشه، وهي تقنية تقوم على محرك احتراق داخلي من ست أسطوانات سعة 3.6 لتر مع شاحني هواء توربو كهربائيين يولدان قوة 631 حصانًا، ومحرك كهربائي بقوة 70 حصانًا لإجمالي قوة تبلغ 701 حصان، وعزم دوران يبلغ 800 نيوتن متر، أي مزيدًا من القوة بمقدار 61 حصانًا بالمقارنة مع توربو S السابقة.
هجينة ليست كغيرها من الهجينات
أجمل ما في هذه السيارة هو أنها لم تسمح للتقنية الهجينة بأن تؤثر على تركيبتها الميكانيكية والديناميكية، فهي أولًا لا توفر إمكانية التنقل الكهربائي البحت، إذ إنّ محركها الكهربائي ذا القوة المتواضعة إلى حدٍ ما، لا يستطيع توفير هذه القوة بشكلٍ مباشر ومنفرد إلى العجلات، وثانيًا لا تعتمد منظومتها الهجينة على محركات كهربائية لدفع العجلات الأمامية، فالأخيرة تنال قوتها من خلال العمود المفصلي وعلبة النقل تمامًا كأي سيارة دفع رباعي تقليدية أخرى، أي بالطريقة نفسها التي كانت معتمدة في الأجيال السابقة، فما يعني هذا الأمر؟
للإجابة، علينا أولاً أن نستعرض طريقة عمل السيارات الرياضية الهجينة الأخرى المتوافرة في الأسواق، أي فيراري 296 ولامبورغيني تيميراريو، فالأخيرة تكتسب دفعها الرباعي من خلال تحريك المحور الأمامي كهربائيًا عبر محرك كهربائي لكل عجلة أمامية، ومن ثم يسمح لها هذا الأمر بأن توزع العزم بشكلٍ سريع ومباشر بين عجلات المحور الأمامي، ومن ثم تعزيز الأداء الديناميكي للسيارة، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة خلال الدوران المستمر على حلبة السباق، أو خلال رحلة طويلة نسبيًا على طرقات سريعة متعرجة، إذ إنه عندما تفرغ البطارية من الطاقة يصبح المحور الأمامي، إما بلا دفع أو بدفع ضعيف، ومن ثم يفقد قدرته على المساهمة في ضبط الحركة الديناميكية للسيارة.
أما في بورشه 911 توربو S فالمحمور الأمامي مدفوع بوساطة المنظومة الميكانيكية ككل، ومن ثم فهو يعمل على الدوام بالفعالية نفسها.
اقرأ أيضًا: بورشه ميشن إكس حلم آخر ننتظر تحقيقه.. ساحرة كهربائية من وحي الحلبات
مقصورة القيادة والسقف القماشي
داخل المقصورة، حافظت 911 على طابعها العملي الذي يركز على السائق وعلى عملية القيادة، أما آلية فتح وإغلاق السقف القماشي فتتمكن من كشف السيارة أو إغلاقها خلال السير على سرعة لا تزيد على 50 كيلومترًا في الساعة، وخلال 12 إلى 13 ثانية.
