أيهما أكثر تماسكًا: صداقات الرجال أم صداقات النساء؟
كشفت دراسة نفسية حديثة أن الرجال يميلون إلى بناء صداقاتهم على أسس عملية أكثر من كونها وجدانية، مما يجعل علاقاتهم الاجتماعية أضعف عاطفيًا وأقل استقرارًا مقارنةً بعلاقات النساء.
وبحسب الدراسة المنشورة في psychologytoday، فإن صداقات الرجال عادةً ما تُبنى على أنشطة مشتركة أو مصالح متبادلة، مثل الرياضة أو العمل، بينما تعتمد النساء بدرجة أكبر على الارتباط العاطفي والتواصل الوجداني الذي يعزز عمق العلاقة واستمراريتها.
علاقة الصداقة عند الرجال
تشير الدراسة إلى أن الرجال غالبًا ما يكوّنون ما يُعرف بـ"الصداقات القائمة على المنفعة"، أي تلك التي تقوم على الغاية أو النشاط المشترك، كأصدقاء الجولف أو لاعبي كرة القدم، دون أن تتطور إلى تبادل شخصي للمشاعر أو التجارب الحياتية.
وفي المقابل، ترى الباحثة المشاركة في الدراسة أن النساء أكثر ميلًا إلى التعبير عن المشاعر وتبادل الدعم، وهو ما يُكسب صداقاتهن طابعًا أكثر حميمية.
وبيّنت النتائج أن الرجال يقضون وقتًا أقل في الحفاظ على صداقاتهم، إذ نادرًا ما يتواصلون بانتظام أو يتبادلون الأخبار الشخصية مع أصدقائهم، في حين تلتزم النساء بالاتصال الدوري، سواء عبر المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية.
ولأن الرجال لا يمارسون التعبير العاطفي بشكل متكرر، فإنهم يفتقرون إلى مهارات تقديم الدعم النفسي لأصدقائهم. فبينما قد تميل النساء إلى التفاعل مباشرةً مع مشاعر الحزن أو القلق لدى صديقاتهن، فإن الرجال غالبًا ما يختارون المزاح أو الصمت عند مواجهة المواقف الصعبة.
ورغم هذا الاختلاف، وجدت الدراسة أن صداقات الرجال أكثر متانة في مواجهة الخلافات، إذ يميل الرجال إلى تجاوز المشكلات والمواقف الحساسة بسرعة أكبر، بينما قد تميل النساء إلى الاحتفاظ بالمشاعر السلبية لفترة أطول.
كما أوضحت النتائج أن الدعابة والمزاح المتبادل أساليب رئيسية في تماسك العلاقات بين الرجال، إذ تساهم النكات والسخرية الودية في تعزيز الروابط دون المساس بالاحترام المتبادل.
ويرى الخبراء أن تشجيع الرجال على التعبير الوجداني الصريح وتطوير مهارات التواصل يمكن أن يسهم في بناء صداقات أكثر عمقًا واستدامة، ويقلّل من المشكلات النفسية المرتبطة بالعزلة الاجتماعية.
