فيديو جديد من ناسا يوثق أسرع رحلة يومية لمركبة على سطح المريخ
تواصل مركبة ناسا بيرسيفيرانس استكشاف سطح المريخ منذ هبوطها المذهل قبل نحو خمس سنوات، ونشرت ناسا فيديو جديد يوثق لحظات ومشاهد من تلك المهمة المثيرة.
المركبة التي جاءت بحجم سيارة صغيرة، قطعت حتى الآن ما يقارب 25 ميلاً (40 كيلومترًا)، بينما تواصل جمع بيانات علمية دقيقة، وتحليل عينات التربة والصخور لتزويد العلماء على الأرض بالمزيد من المعلومات حول طبيعة الكوكب الأحمر وإمكانية الحياة السابقة عليه.
رقم قياسي جديد في يوم واحد مريخي
في 19 يونيو 2025، سجلت بيرسيفيرانس رقمًا قياسيًا جديدًا، حيث قطعت 1,350.7 قدمًا (411.7 مترًا) في يوم واحد مريخي (Sol)، محطمة الرقم القياسي السابق الذي سجلته مركبة Opportunity عام 2005 والبالغ 718.5 قدمًا.
هذا الرقم القياسي يوضح قدرة المركبة على التحرك بكفاءة واستقرار عبر التضاريس الوعرة للمريخ، في ظل درجات الحرارة المتدنية والرياح الغبارية المتكررة.
وأصدر مختبر الدفع النفاث (JPL) التابع لوكالة ناسا فيديو يوثق هذه الرحلة القياسية، تم إنتاجه عبر تجميع 300 زوج من الصور الملتقطة بواسطة كاميرات الملاحة الخاصة بالمركبة.
الصور الأولى كانت بفاصل كل 5 أمتار، ثم كل متر للجزء الأخير، مع إدراج إطارات افتراضية كل 10 سنتيمترات، وقد تم تسريع الفيديو ليعطي شعورًا وكأن الكاميرا تحلق فوق سطح المريخ، رغم أن سرعة المركبة الفعلية أقل من 0.1 ميل في الساعة.
التضاريس والتحديات العلمية على المريخ
تواجه بيرسيفيرانس تحديات كبيرة أثناء رحلاتها، بما فيها الصخور الحادة، الرمال المتحركة، ودرجات الحرارة. ومع ذلك، تمكنت المركبة من الحفاظ على استقرارها، مستفيدة من تصميمها الهندسي المتقدم ونظام التعليق المخصص للتعامل مع التضاريس الصعبة، بالإضافة إلى نظام الدفع الرباعي الذي يزيد من ثباتها وقوة التحكم بها.
أكد ستيف لي، نائب مدير مشروع بيرسيفيرانس في JPL، أن المركبة "في حالة ممتازة"، وأن جميع أنظمتها جاهزة لدعم مهمة طويلة الأمد، ويأمل الفريق أن تستمر المركبة في استكشاف الكوكب الأحمر حتى عام 2031 على الأقل، ما لم تحدث أي أعطال كبيرة، ما يجعل بيرسيفيرانس من أطول بعثات الاستكشاف استمرارية في تاريخ المريخ.
هذا الرقم القياسي لا يمثل فقط إنجازًا هندسيًا، بل يتيح للعلماء جمع بيانات إضافية حول التضاريس، الصخور، والتربة المريخية في مسافة أكبر خلال يوم مريخي واحد، ما يسرع من فهم طبيعة المريخ وأداء المركبات المستقبلية.
ويأتي هذا الإنجاز في إطار مهمة مستمرة لاستكشاف مناطق لم يسبق دراستها بشكل مفصل، بما فيها مناطق كانت صعبة الوصول سابقًا.
