رصد شرارات كهربائية داخل العواصف الترابية على المريخ... ماذا تكشف لنا؟ (فيديو)
أعلنت وكالة ناسا أن مركبتها الروبوتية بيرسيفيرانس Perseverance، رصدت للمرة الأولى صوت وصور شرارات كهربائية داخل العواصف الترابية التي تجتاح سطح كوكب المريخ، وهو اكتشاف يؤكد صحة فرضيات علمية طُرحت منذ عقود، حول إمكانية تولّد تفريغات كهربائية في الغبار المريخي.
ونشرت ناسا نتائج هذا الاكتشاف في مجلة Nature العلمية، موضحة أن الميكروفون المثبت على جهاز SuperCam التقط أصوات طقطقة كهربائية ناتجة عن التفريغ الكهربائي داخل ما يُعرف بـ"الدوامات الترابية"، كما رصد العلماء موجات صوتية مشابهة لـ"الفرقعة" أو "الطرق الخفيف"، نتيجة مرور الظاهرة فوق المسبار مباشرة.
وخلال فترة مهمتها منذ عام 2021، سجلت بيرسيفيرانس نحو 55 حدثًا كهربائيًا مختلفًا، من بينها 16 مرة عند مرور عواصف ترابية صغيرة فوق الموقع الذي تعمل فيه المركبة داخل فوهة Jezero.
تفسير ظاهرة الشرارات الكهربائية على سطح المريخ
يُعزى هذا التأثير إلى ما يُعرف بـ(Triboelectric Effect)، وهو نفس المبدأ الذي يسبب شرارة كهربائية عند احتكاك الإنسان بالسجاد ولمسه لمقبض معدني.
ويؤكد العلماء أن الغلاف الجوي الرقيق للمريخ، يجعل حدوث هذه التفريغات أسهل بكثير مما هو عليه في الأرض، نظرًا لانخفاض كمية الشحن اللازمة لتكوين الشرارة.
Snap, crackle, boom ⚡
Our Perseverance Mars rover recorded a long-suspected phenomena—electrical sparks and mini-sonic booms created by dust devils on Mars. Learn more about this discovery and what it means for our understanding of the Red Planet: https://t.co/k1YvAWNe9g pic.twitter.com/J0oFZUtvCM— NASA (@NASA) December 8, 2025
وقال عالم الكواكب بابتيست شيدي، من معهد البحوث الفلكية في فرنسا: "نعرف أن احتكاك الرمال والثلوج يولد شحنات كهربائية على الأرض، لكنها نادرًا ما تتحول إلى تفريغات مرئية، أما على المريخ فالأجواء الخفيفة تجعل هذه الشرارات أكثر احتمالًا".
وترى ناسا أن هذا الاكتشاف سيساعد في إعادة رسم فهم طبيعة الغلاف الجوي المريخي، إذ تشير البيانات إلى أن الشرارات الناتجة يمكن أن تُحدث تفاعلات كيميائية تؤدي إلى تكوين مواد مؤكسدة قوية مثل الكلوريتات والبيركلوريتات، التي يمكنها تدمير الجزيئات العضوية على السطح، ما قد يفسر لماذا يصعب العثور على آثار حياة ميكروبية هناك.
كما أن هذه الظاهرة قد تساعد في تفسير اختفاء غاز الميثان بسرعة من الغلاف الجوي للكوكب، وهو ما حيّر العلماء لسنوات.
ويقول الباحث رالف لورينز، من مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز: "تمثل هذه التفريغات شهادة على مدى نشاط الغلاف الجوي للمريخ، وقد يكون لها تأثيرات عميقة على مناخه وكيميائه".
