اكتشاف يربك علماء الفضاء.. ماذا تخفي هذه الصخور الغريبة على المريخ؟
كشفت دراسة علمية جديدة أن صخور المريخ ذات اللون الفاتح التي رصدها مسبار «بيرسيفيرنس» قد تحمل مفاتيح مهمة لفهم بيئة الكوكب قبل مليارات السنين، بعدما تبيّن أنها تحتوي على مادة «الكاولينيت»، وهي نوع من الطين لا يتكوّن عادة إلا في مناطق دافئة ورطبة تشبه الغابات المطيرة على الأرض.
ورغم أن المريخ اليوم معروف بكونه كوكبًا باردًا وجافًا، فإن هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام فرضية أن الكوكب الأحمر كان في يوم من الأيام أشبه بواحة مدارية، تتساقط عليها الأمطار بكثافة وتغطيها بيئات دافئة وغنية بالمياه.
صخور المريخ تكشف مفاجآت
تقول الدراسة، التي نُشرت في مجلة Communications Earth & Environment، إن فريق من الباحثين من جامعة بيردو لاحظ وجود صخور «مبيّضة» غريبة اللون خلال تحليل بيانات مسبار «بيرسيفيرنس».
وعند فحصها تفصيلًا عبر الأدوات العلمية على متن المسبار، اتضح أنها تحتوي على «كاولينيت» غني بالألمنيوم.

وعلى الأرض، تظهر هذه المادة عادة في الصخور التي تعرضت لسنوات طويلة من الأمطار المتواصلة، ما يؤدي إلى تآكل المعادن الأخرى وبقاء الطين الأبيض فقط. لذلك فإن وجودها على المريخ يعد دليلًا قويًا على أن مياه الأمطار كانت تغمر تلك المناطق قديمًا.
تشابه صخور المريخ مع الأرض
لم يكتفِ العلماء بنتائج المسبار، بل قارنوا العينات المريخية مع عينات مشابهة جُمعت من جنوب أفريقيا وسان دييغو. ووفقًا للباحثين، فإن البنية المعدنية كانت شديدة التشابه، ما يدل على أن التكوين حدث في ظروف بيئية قريبة جدًا من بيئات الأرض المدارية.
وتشير صور الأقمار الصناعية إلى أن هناك مناطق أوسع على المريخ تحتوي على كميات كبيرة من الكاولينيت، لكن لم تصل إليها المركبات الجوالة بعد، ما يجعل هذه الصخور الصغيرة أول دليل مباشر على الأرض من داخل الكوكب.

بحسب العلماء، يدعم هذا الاكتشاف فرضية أن المريخ كان رطبًا ودافئًا قبل نحو 3 إلى 4 مليارات سنة، قبل أن يفقد غلافه الجوي تدريجيًا بفعل الرياح الشمسية بعد ضعف مجاله المغناطيسي.
وتُعد دراسة هذه الصخور مهمة لفهم كيف ومتى اختفى الماء من الكوكب، وهي خطوة ضرورية لمعرفة ما إذا كانت هناك حياة ممكنة في تلك الفترة، إذ يقول أحد الباحثين: «كل أشكال الحياة تحتاج الماء، وبالتالي فإن وجود بيئة رطبة يجعل احتمال الحياة على المريخ أقرب مما نتصور».
