اكتشاف صخرة غير مألوفة على المريخ يثير تساؤلات العلماء
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن اكتشاف مثير على سطح المريخ، بعد أن عثرت مركبة "Perseverance" على صخرة غامضة لا تنتمي إلى البيئة الجيولوجية المعهودة للكوكب الأحمر، وسط دهشة العلماء الذين ما زالوا يحللون طبيعتها وأصلها.
ووصف العلماء الصخرة التي أُطلق عليها اسم "فيبسكسلا Phippsaksla" بأنها فريدة في تركيبتها وشكلها، إذ تختلف تمامًا عن الصخور المحيطة بها داخل فوهة "جيزيرو" التي يبلغ عرضها 45 كيلومترًا، وهي المنطقة التي يُعتقد أنها كانت يومًا ما غنية بالمياه وقد احتضنت أشكالًا من الحياة القديمة.
ويبلغ طول الصخرة قرابة 80 سنتيمترًا، وقد جذبت انتباه العلماء بسبب مظهرها المنحوت على نحو غير مألوف.
واستخدم فريق "بيرسيفيرانس" أداة SuperCam لتحليل مكوناتها، من خلال تسليط شعاع ليزر عالي الطاقة على سطحها، ليتبين أنها تحتوي على نسب مرتفعة جدًا من عنصري الحديد والنيكل.
هذه المكونات المعدنية المميزة عادة ما ترتبط بالنيازك الحديدية، التي تتشكل في لب الكويكبات الكبيرة داخل النظام الشمسي، مما يشير إلى أن الصخرة قد تكون وصلت إلى المريخ من الفضاء الخارجي.
اكتشاف ناسا الجديد
أوضحت الدكتورة كانديس بيدفورد من جامعة بوردو، والمشرفة على عمليات مركبة "بيرسيفيرانس"، في تدوينة نشرتها وكالة ناسا، أن هذا المزيج الفريد من العناصر ليس مألوفًا داخل فوهة "جيزيرو"، مما يدعم الاحتمال القوي بأن صخرة "فيبسكسلا" جاءت من خارج المريخ.
ومن جهته، أوضح البروفيسور جاريث كولينز من كلية "إمبريال كوليدج لندن"، أن سطح المريخ يتعرض بانتظام لتأثيرات نيزكية، مضيفًا أن النيازك المعدنية الغنية بالحديد والنيكل نادرة نسبيًا مقارنة بالصخور العادية.
ورجّح الدكتور جاريث دوريان من جامعة برمنغهام أن تكون الصخرة قد أتت من حزام الكويكبات، موضحًا أن هذا النوع من النيازك يتميز بصلابته العالية ومقاومته للتآكل والحرارة، وهو ما يمنحه قدرة أكبر على النجاة عند اختراق الغلاف الجوي لأي كوكب.
وعلى الرغم من أن مركبات المريخ السابقة، مثل "كيوريوسيتي" و"سبيريت"، تمكنت من رصد نيازك معدنية شبيهة في مهامها الماضية، فإن مركبة "بيرسيفيرانس" لم تسجل من قبل أي اكتشاف لصخور تحتوي على نسب عالية من الحديد والنيكل داخل فوهة "جيزيرو"، ما يجعل العثور على صخرة "فيبسكسلا" حدثًا فريدًا واستثنائيًا في سجل رحلتها الاستكشافية.
ويعمل فريق ناسا حاليًا على مواصلة تحليل الصخرة لتحديد ما إذا كانت فعلًا نيزكًا وافدًا من خارج الكوكب، وفي حال تأكد ذلك، ستنضم بيرسيفيرانس رسميًا إلى قائمة المركبات التي درست نيازك المريخ النادرة والمثيرة.
الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها مركبة بيرسيفيرانس الجدل باكتشافات غريبة؛ ففي أغسطس الماضي، التقطت صورة لجسم يشبه "الخوذة" مليء بالفقاعات الصغيرة المعروفة بـ"الكرات الصخرية"، والتي عادة ما تتشكل نتيجة التبريد السريع للصهارة البركانية أو بفعل اصطدام نيزكي.
