تحذيرات صحية من انتشار متحور الإنفلونزا H3N2 Subclade K
حذر خبراء الصحة من احتمال مواجهة موسم إنفلونزا حاد خلال شتاء 2025-2026 نتيجة سلالة جديدة من فيروس الإنفلونزا تُعرف باسم H3N2 Subclade K، التي بدأت بالانتشار على نطاق واسع في الولايات المتحدة ودول أخرى، وسط مخاوف من قدرتها على مراوغة المناعة المكتسبة من اللقاحات السابقة أو الإصابات الماضية.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، أشار الأطباء إلى أن الفيروس الجديد يمثل “تحولاً غير معتاد في تركيبه الجيني”، ما دفع الباحثين إلى وصفه بأنه “صديق” للأنواع السابقة من الفيروس وليس تطوراً مباشراً لها.
تحورات جديدة لفيروس الإنفلونزا
وأوضح الدكتور سكوت روبرتس، أستاذ الأمراض المعدية بجامعة ييل، أن السلالة الجديدة تحتوي على طفرات متعددة تميزها عن سابقتها، قائلاً: "كنت أتمنى أن تكون السلالة الجديدة قريبة من النسخ السابقة، لكنها مختلفة بما يكفي لتثير قلقنا".
أما البروفيسور سكوت هنسلي من جامعة بنسلفانيا، فأوضح أنه لا توجد دلائل مؤكدة حتى الآن على أن السلالة الجديدة تسبب أعراضاً أكثر حدة، لكنها تبدو أكثر قدرة على الانتشار، ما قد يؤدي إلى زيادة إجمالي الإصابات هذا الموسم.
وأرجع الباحثون هذا التوقع إلى ما يُعتقد بأنه قدرة أعلى للفيروس على تفادي الأجسام المضادة الناتجة عن التطعيم أو العدوى السابقة، وهو ما قد يجعل اللقاحات الحالية أقل فاعلية نسبياً في الوقاية الكاملة من الإصابة.
وفي حين اعتبر العلماء أن العام الماضي كان الأصعب منذ نحو عقد من حيث عدد حالات الإنفلونزا ودخول المستشفيات، توقع الدكتور روبرتس أن يكون الموسم الحالي قريباً في شدته أو أسوأ، قائلاً: "عادة لا نشهد موسمين قاسيين للإنفلونزا متتاليين، لكن مع هذا التحور الجديد، قد يكون هذا العام استثناءً".
وحث خبراء الصحة العامة السكان على عدم التهاون بتلقي اللقاحات الموسمية، حتى وإن كانت فاعليتها قد انخفضت جزئياً أمام التحور الجديد، مؤكدين أن التطعيم لا يزال يقلل من احتمالية الإصابة الشديدة والمضاعفات.
وطالب الأطباء أيضاً بالاستمرار في إجراءات الوقاية المعتادة مثل غسل اليدين وتغطية الأنف عند السعال أو العطاس، لتقليل فرص العدوى، خاصة في المدارس وأماكن العمل المغلقة.
ويعمل الباحثون حالياً على رصد مدى انتشار السلالة الجديدة في موسم الشتاء، مع مراقبة أي تغيّرات في خصائصها أو شدة العدوى التي تسببها. ومن المتوقع أن تصدر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) تقارير دورية خلال الأسابيع المقبلة لتقييم مستوى التهديد بدقة أكبر.
