طبيب يحذّر: تجاهل هذه الأعراض مع الإنفلونزا قد يكلّفك حياتك
حذّر طبيب بارز من خطورة الاستهانة ببعض الأعراض غير المعتادة المصاحبة للإنفلونزا، مؤكدًا أن ما يعتقده كثيرون نزلة موسمية عابرة قد يكون في الواقع مؤشرًا على حالة صحية أكثر خطورة، خاصة في ظل انتشار الإنفلونزا المتحورة التي تضرب المملكة المتحدة هذا الشتاء.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت أعلن فيه خبراء الصحة العالميين عن استعدادهم يستعد لموجة إنفلونزا «غير مسبوقة»، بعدما أظهرت بيانات حديثة أن عدد الأسرّة المشغولة بسبب المرض يعادل سعة ثلاثة مستشفيات كاملة، ما يضع النظام الصحي تحت ضغط هائل.
وقال الدكتور دونالد غرانت (Donald Grant)، الطبيب العام والمستشار السريري الأول في بريطانيا، إن الانتشار الواسع للإنفلونزا قد يدفع كثيرين إلى التقليل من خطورة أعراضهم، أو اعتبارها جزءًا طبيعيًا من المرض الموسمي، رغم أنها قد تكون إشارات تحذيرية مبكرة لمضاعفات خطيرة.
وأضاف: «مع الارتفاع الكبير في حالات الإنفلونزا المتحورة، أصبح من السهل إساءة تقدير شدة الأعراض، خصوصًا مع تشابهها مع أمراض أخرى أكثر خطورة. المراقبة الدقيقة وطلب الرعاية الطبية في الوقت المناسب قد تنقذ الأرواح».
أعراض لا يجب تجاهلها مع الإنفلونزا المتحورة
أوضح الطبيب أن بعض العلامات قد تمر دون انتباه، لكنها تحمل عواقب صحية جسيمة إذا لم يتم التعامل معها بشكل عاجل، مشددًا على أن الإنفلونزا المتحورة لا تسير دائمًا وفق النمط التقليدي المعروف.
من أكثر الأعراض إثارة للقلق، بحسب الدكتور غرانت، الشعور بضيق في التنفس أو ألم في الصدر، وهي أعراض لا ينبغي تجاهلها تحت أي ظرف.
وقال: «تأخير التدخل الطبي عند ظهور ضيق التنفس أو ألم الصدر قد يؤدي إلى تفاقم العدوى أو زيادة خطر الدخول إلى المستشفى. هذه الأعراض قد تكون مؤشرًا على تطور الإنفلونزا إلى التهاب رئوي».
ويُعد الالتهاب الرئوي من الحالات المهددة للحياة، إذ يسبب التهاب الأكياس الهوائية الدقيقة في الرئتين وامتلاءها بالسوائل أو القيح، ما يجعل التنفس صعبًا. وتشمل أعراضه لدى البالغين السعال المصحوب بمخاط أصفر أو أخضر، وارتفاع الحرارة، وآلام الجسم، والإرهاق، وفقدان الشهية، والارتباك الذهني، والصفير الصدري، بينما قد يُصدر الأطفال أصوات أنين أثناء التنفس.
وأشار الطبيب إلى أن ضيق التنفس قد يكون أيضًا علامة على تفاقم أمراض تنفسية مزمنة مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، وهي حالات تزداد حدتها في فصول البرد.
كما حذّر من أن هذه الأعراض قد ترتبط بحالات قلبية خطيرة، مثل فشل القلب، موضحًا أن الإنفلونزا المتحورة تُحدث ضغطًا كبيرًا على الجسم، ما يؤثر في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ووظائفه.
وتؤكد تقارير مؤسسة القلب البريطانية (British Heart Foundation) أن خطر الإصابة بالنوبات القلبية يرتفع خلال الإصابة بالإنفلونزا أو بعدها مباشرة، لا سيما لدى كبار السن.
وفي ختام تحذيراته، شدد الدكتور غرانت على أن تجاهل الأعراض غير المعتادة قد يحوّل مرضًا موسميًا إلى تهديد حقيقي للحياة، داعيًا إلى التعامل مع الإنفلونزا المتحورة بجدية، وعدم التردد في طلب الاستشارة الطبية فور ظهور أي أعراض مقلقة.
