الباحثون يحذرون: الإضاءة الخافتة صباحًا تؤدي إلى الاكتئاب
كشفت دراسة حديثة أن قضاء الصباح في الإضاءة الصباحية الخافتة قد يؤدي إلى تغييرات بيولوجية لدى الأفراد الأصحاء تشبه تلك التي تظهر في مرضى الاكتئاب. تشير النتائج إلى أن نقص التعرض للضوء الساطع قبل الظهر يمكن أن يخلّ بإيقاعات النوم والهرمونات، ما يزيد من قابلية الجسم لاضطرابات المزاج.
تأثير الضوء على الإيقاع البيولوجي
وذكرت الدراسة التي نشرت في Journal of Psychiatric Research، أن الجسم البشري يعتمد على الإشارات البيئية لتنظيم ساعته الداخلية، أو ما يعرف بالإيقاع اليومي (circadian rhythm). الضوء الطبيعي هو أقوى هذه الإشارات، حيث يحفّز منطقة في الدماغ، لتنظيم إفراز الهرمونات ودرجة حرارة الجسم. في الطبيعة، يتعرض الإنسان لضوء ساطع صباحًا وظلام ليلًا، لكن الحياة الحديثة أبطلت هذا النمط الطبيعي، إذ يقضي معظم الناس ساعاتهم داخل المباني تحت ضوء صناعي أقل بكثير من ضوء النهار الطبيعي،
تجربة العلماء وأسلوب "الظلام البيولوجي"
ودرس باحثان متخصصان في علم النوم واضطرابات المزاج، يعملان في مستشفى سانت هيدويغ وجامعة تشاريتي – برلين الطبية، بدراسة هذه الظاهرة وأطلقوا عليها "العيش في الظلام البيولوجي"، حيث أظهرت أبحاثهم السابقة أن سكان المدن يقضون نصف ساعات النهار تقريبًا في مستويات إضاءة أقل من 25 لوكس، مقارنةً بالنهار الغائم الذي يصل إلى أكثر من 1000 لوكس.
التجربة العملية
شارك عشرون شابًا بالغًا يتمتعون بصحة جيدة في التجربة، مع الحفاظ على جدول نوم ثابت مسبقًا لمدة أسبوع. قُسّم المشاركون عشوائيًا إلى مجموعتين، وتم قياس تأثير الإضاءة على الصباح بين الساعة 8:00 و12:00 ظهرًا. قضت إحدى المجموعتين هذه الفترة في غرفة منخفضة الإضاءة، تبلغ شدتها 55 لوكس وذات درجة حرارة لون دافئة صفراء، تحاكي غرفة معيشة خافتة أو مكتب ضعيف الإضاءة.
