هل تساعد الرياضة على تقليل الإدمان على الإباحية… أم تزيده؟
كشفت دراسة حديثة نُشرت في Journal of Sex & Marital Therapy، عن نتائج غير متوقعة بشأن العلاقة بين النشاط البدني وسلوك الاستخدام الإدماني للإباحية، حيث أظهرت أن ممارسة التمارين المنتظمة قد تساعد على تقليل هذا الميل لدى البعض، لكنها في الوقت ذاته قد تزيد من احتمالية ظهوره لدى فئة معينة من المستخدمين.
وتمّت دراسة عينة مكونة من 600 مشارك تتراوح أعمارهم بين 18 و68 عامًا، واستخدم الباحثون استبيانات ومعايير علمية لقياس مستوى الإحباط النفسي للاحتياجات الأساسية مثل الاستقلالية والكفاءة والانتماء، إلى جانب تقييم دافع استخدام الإباحية كوسيلة للهروب من التوتر أو لتجنب الملل.
وقد خلصت النتائج إلى مسارين نفسيين متناقضين، يربطان ممارسة الرياضة بالاستخدام الإدماني للمحتوى الإباحي، المسار الأول أظهر أن ممارسة التمارين المنتظمة تقلل العلاقة بين الشعور بالوحدة أو فقدان الترابط الاجتماعي، وبين اللجوء إلى الإباحية لتخفيف الملل.
فقد وجد الباحثون أن غير الممارسين للرياضة كانوا أكثر عرضة لاستخدام الإباحية هربًا من العزلة، بينما بدت هذه العلاقة أضعف لدى الرياضيين، لأن بيئات النشاط البدني، مثل الفرق الرياضية أو الصالات، تعزز التفاعل الاجتماعي وتكسر الشعور بالملل.
أما المسار الثاني من الدراسة، فقد أظهر نتيجة معاكسة لما قد يتوقعه كثيرون؛ إذ اتضح أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام، ويشاهدون المحتوى الإباحي بهدف التخلص من التوتر النفسي أو الضغط العاطفي، أكثر عرضة لتطوير سلوكيات إدمانية مقارنة بغير الممارسين للرياضة.
وتشير النتائج إلى أن الاعتماد على الإباحية كوسيلة لتخفيف التوتر قد يجعل تأثيرها أكثر قوة واستمرارية لدى هؤلاء الأفراد، بسبب الحساسية العالية في منظومة المكافأة لدى الدماغ الناتجة عن ممارسة التمارين بانتظام.
ويُرجع الباحثون هذا التناقض إلى ما يُعرف بظاهرة التحسيس المتبادل، حيث تؤثر التمارين الرياضية والمحتوى الإباحي في المسارات العصبية ذاتها، المسؤولة عن إفراز مواد السعادة في الدماغ مثل الدوبامين والإندورفين.
هذا التفاعل المتداخل يزيد من حساسية الدماغ تجاه الشعور بالمكافأة والرضا، ما يجعل اللجوء إلى الإباحية مصدرًا قويًا ومبالغًا فيه للاسترخاء أو الهروب من الضغط النفسي، وبالتالي يُسرّع تطور السلوك القهري لدى الأفراد.
ورغم أن نتائج الدراسة تؤكد الفوائد النفسية والاجتماعية للنشاط البدني، فإنها تنبه إلى ضرورة التعامل معه بحذر، ضمن البرامج العلاجية الخاصة بالسلوكيات الإدمانية.
إذ يوصي الباحثون الأخصائيين بمراقبة دوافع المرضى الذين يمارسون الرياضة بانتظام، والتأكد من عدم تحول الإباحية إلى وسيلة أساسية لتفريغ التوتر أو الضغط العاطفي.
