دراسة: الإقلاع الكامل عن التدخين أفضل وسيلة لحماية القلب
أظهرت دراسة طبية حديثة أجراها باحثون في جامعة جونز هوبكنز أن الإقلاع عن التدخين تمامًا هو الخيار الأكثر أمانًا لصحة القلب والأوعية الدموية>
وتبيّن من خلال الدراسة أن التقليل من عدد السجائر، حتى إلى مستويات منخفضة جدًا، لا يلغي خطر الإصابة بالأمراض القلبية.
وأوضحت الدراسة التي نُشرت في مجلة PLOS Medicine أن التدخين لا يزال السبب الرئيس القابل للوقاية من الأمراض والوفاة والعجز في الولايات المتحدة، حيث يعيش أكثر من 16 مليون أمريكي مصابين بأمراض مرتبطة بالتدخين.
وتهدف النتائج إلى تسليط الضوء على العلاقة بين كثافة التدخين وطول مدة الإقلاع وتأثيرهما في صحة القلب.
واعتمد الباحثون على بيانات 22 دراسة دولية مشتركة ضمن مشروع أُطلق عليه اسم Cross-Cohort Collaboration – Tobacco Working Group، شملت 323,826 مشارك بمتوسط عمر يقارب 60 عامًا، تم تتبعهم لمدة قاربت 20 عامًا.
وخلال المدة المذكورة، سجلت أكثر من 125 ألف حالة وفاة و54 ألف إصابة قلبية، بحسب البيانات التي تم تحليلها باستخدام نموذج إحصائي متقدم لقياس العلاقة بين تاريخ التدخين، وعدد السجائر اليومية، وعدد سنوات التوقف، وبين احتمالات الإصابة أو الوفاة.
نتائج انخفاض معدل التدخين
وأظهرت النتائج أن حتى التدخين بمعدل منخفض جدًا، مثل تدخين بضع سجائر يوميًا فقط، يضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
وأكد الباحثون أن الأشخاص الذين أقلعوا تمامًا عن التدخين هم الأقل عرضة للموت المبكر أو للإصابة بأمراض القلب مقارنة بمن يواصلون التدخين ولو بكميات قليلة.
كما أوضحت الدراسة أن مدة الإقلاع تلعب دورًا حاسمًا في تقليل المخاطر، إذ تنخفض احتمالات الإصابة تدريجيًا بمرور السنوات منذ التوقف الكامل، في حين يستمر الخطر قائمًا لدى المدخنين السابقين حديثًا أو من لا يزالون يدخنون بشكل متقطع.
وقال الدكتور مايكل بلاها مدير الأبحاث الإكلينيكية في مركز Ciccarone Center for the Prevention of Cardiovascular Disease وأحد المشاركين في إعداد الدراسة: "تُظهر نتائجنا أن حتى المستويات المنخفضة من التدخين تُحدث أضرارًا ملحوظة، وكلما زادت فترة الإقلاع الكامل، انخفض خطر الإصابة بالأمراض القلبية والوفاة".
واعتمدت النماذج الإحصائية المستخدمة في الدراسة على تعديلات دقيقة لعوامل مثل العمر والجنس والعرق ومؤشر كتلة الجسم ووجود أمراض سابقة كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم.
وخلصت النتائج إلى أن الإقلاع الكامل عن التدخين وليس خفض الكمية تدريجيًا يُعدّ الاستراتيجية الأنجع لحماية القلب والشرايين وتحسين الصحة العامة.
كما حذّر الباحثون من الاعتقاد الخاطئ بأن التدخين القليل آمن نسبيًا، حيث أكدت البيانات أن خطر الإصابة القلبية لا يزول إلا بعد التوقف التام لفترة طويلة.
وأضافت أن المدخنين الذين أقلعوا مبكرًا تراجعت لديهم نسبة الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بمن استمروا في التدخين.
