كيف تضر الحلوى الخالية من السكر الكبد؟
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Science Signaling أن السوربيتول، وهو أحد المحليات البديلة الشائعة في منتجات "خالية من السكر"، قد لا يكون آمنًا كما كان يُعتقد.
أظهرت النتائج أن السوربيتول يشبه الفركتوز من الناحية الكيميائية بشكل كبير، مما يمنحه القدرة على إحداث تأثيرات مماثلة على الكبد.
وأوضح الباحثون أن هذا التحول قد يساهم في تطوير مرض الكبد الدهني، وهو اضطراب شائع يصيب نسبة كبيرة من البالغين حول العالم.
دور البكتيريا المعوية في التعامل مع السوربيتول
وأشارت الدراسة إلى أن البكتيريا المعوية تلعب دورًا أساسيًا في تحديد مدى خطورة السوربيتول؛ ففي بعض الحالات، تستطيع أنواع معينة من البكتيريا تكسير السوربيتول وتحويله إلى نواتج غير ضارة.
لكن في غياب هذه البكتيريا، ينتقل السوربيتول إلى الكبد حيث يتحول إلى مشتقات الفركتوز، مما يزيد من احتمالية حدوث خلل في وظائف الكبد.
وأوضح الباحثون أن المشكلة تتفاقم عند الإفراط في تناول السوربيتول أو عند ارتفاع مستويات الجلوكوز، إذ قد تُرهق البكتيريا المعوية وتفشل في التعامل مع الكميات الزائدة.
وأظهرت التجارب أن السوربيتول يمكن أن يُنتج طبيعيًا في الأمعاء بعد تناول الجلوكوز، حتى في الحالات الصحية الطبيعية؛ لكن هذا لا يعني أن السوربيتول مرتبط فقط بمرض السكري، بل يمكن أن يتواجد في الجسم بمستويات ملحوظة بعد تناول الطعام.
وأكد الباحثون أن تناول السوربيتول بكميات صغيرة، كما هو الحال في الفواكه، لا يمثل خطرًا كبيرًا، حيث يستطيع الجسم والبكتيريا التعامل معه بكفاءة؛ لكن عند الإفراط في استهلاك منتجات تحتوي على السوربيتول، يصبح الوضع أكثر خطورة.
اقرأ أيضًا: الكشف عن دواء جديد يحمي كلى مرضى السكري ويحد من الأضرار المزمنة
العادات الغذائية وتأثيرها على الصحة
وأوضحت الدراسة أن الإفراط في تناول السوربيتول والجلوكوز قد يؤدي إلى تراكم مستويات عالية منهما في الجسم، وهو ما يرهق البكتيريا المعوية ويمنعها من أداء دورها في تكسير السوربيتول.
ويسمح ذلك بانتقال كميات أكبر إلى الكبد، حيث يتحول إلى مشتقات الفركتوز التي تؤثر سلباً على صحة الكبد.
وشدد الباحثون على أن الاعتماد على المحليات البديلة ليس بالضرورة أكثر أمانًا من السكر التقليدي، إذ أن العديد من المنتجات الغذائية تحتوي على كميات كبيرة من السوربيتول، ما يستدعي مزيدًا من الوعي لدى المستهلكين.
