الكشف عن دواء جديد يحمي كلى مرضى السكري ويحد من الأضرار المزمنة
في إنجاز طبي بارز، أعلن الباحثون في أسبوع الكلى 2025، الذي امتدت أعماله خلال الفترة من 5 إلى 9 نوفمبر الجاري، والذي انعقد بمركز جورج ر. براون للمؤتمرات في هيوستن تكساس، أن دواء "Finerenone"، وهو مضاد غير ستيرويدي لمستقبلات القشرانيات المعدنية، حقق نتائج إيجابية غير مسبوقة في تقليل مستويات الألبومين في البول لدى مرضى السكري من النوع الأول، المصابين بأمراض الكلى المزمنة.
وقال الدكتور هيدو جيه. هيرسبينك، من المركز الطبي الجامعي في جرونينجن بهولندا، خلال عرضه النتائج: "للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة عقود، نرى علاجًا يُظهر ملفًّا إيجابيًا من حيث الفعالية والسلامة في هذه الفئة من المرضى. النتائج تُبشّر بإمكانية توفير حماية طويلة الأمد للكلى، وربما أيضًا الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية".
نتائج تجربة فاينرينون
أجريت التجربة السريرية (FAIN-ONE) على 242 مريضًا في تسع دول، بمتوسط عمر 52 عامًا ومدة إصابة بالسكري بلغت 32 عامًا، وتم توزيع المشاركين عشوائيًا لتلقي فاينرينون بجرعات 10 أو 20 ملغ يوميًا أو دواء وهمي، مع متابعة استمرت ستة أشهر.
وأوضح هيرسبينك أن الفروق ظهرت بعد ثلاثة أشهر فقط: "انخفضت نسبة الألبومين في البول بمعدل 30% في مجموعة فاينرينون مقابل 10% فقط في المجموعة الضابطة، وبلغ الفارق بعد ستة أشهر 28% لصالح الدواء".
وحققت الدراسة هدفها الرئيسي بنسبة انخفاض هندسية بلغت 25% (P = 0.0001)، وهو ما وصفه الباحث بأنه "تأثير ذو دلالة سريرية واضحة".

وأكد الباحث أن فاينرينون كان جيد التحمل، مع معدلات مماثلة من الآثار الجانبية بين المجموعتين (حوالي 47% مقابل 49%)، وأشار إلى أن فرط بوتاسيوم الدم ظهر بنسبة 10.1% لدى مستخدمي الدواء مقابل 3.3% مع الدواء الوهمي، إلا أن نسبة الإيقاف عن العلاج كانت محدودة (1.7%).
وأضاف: "كانت جميع التأثيرات قابلة للسيطرة ولم تُسجّل أي مضاعفات خطيرة مرتبطة بفرط البوتاسيوم".
إدارة مرض الكلى في داء السكري من النوع الأول
لفت هيرسبينك إلى أن إدارة مرض الكلى في داء السكري من النوع الأول لا تزال تعتمد على أدلة قديمة، تعود إلى عام 1993، مؤكدًا أن المرضى ظلوا "خارج نطاق التطورات العلاجية الحديثة" التي طالت النوع الثاني من السكري.
اقرأ أيضا: ماذا يحدث لجسمك إذا توقفت عن تناول السكر لمدة أسبوعين؟
وأوضح أن النتائج الحالية "تسد فجوة كبيرة في علاج هؤلاء المرضى، وتُمهّد لتوسيع استخدام فاينرينون خارج إطار السكري من النوع الثاني".
وأضاف الباحث أن الدواء يعمل عبر تثبيط فرط نشاط مستقبلات القشرانيات المعدنية، وهو أحد العوامل الأساسية في تطور أمراض الكلى المزمنة لدى مرضى السكري من كلا النوعين.
وفي بيانٍ صادر عن شركة "Bayer"، أكدت الشركة أنها بصدد تقديم طلب تكميلي إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لاعتماد فاينرينون رسميًا لعلاج أمراض الكلى لدى المصابين بالسكري من النوع الأول.
واختتم هيرسبينك تصريحه قائلًا: "فاينرينون يُمثل خطوة جديدة في حماية الكلى وتحسين جودة الحياة للمرضى الذين طال انتظارهم لعلاج فعّال وآمن".
