الكشف عن مركب ثوري قد يغير قواعد علاج مضاعفات السكري نهائيًا
توصل مجموعة من الباحثين من كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك، إلى مركب دوائي تجريبي، ربما يكون علاجًا واعدًا لمضاعفات داء السكري الضارة، وذلك بناء على دراسة أجريت بواسطة الفريق البحثي على خلايا البشرية.
يُظهر المركب قدرة على منع وعلاج مضاعفات مثل ضعف التئام الجروح وانتشار الالتهابات، ويعمل بشكل فعال، بغض النظر عن ضبط سكر الدم، ما يطرح أفقًا جديدًا لعلاج المرضى الذين لا تكفيهم إدارة مستويات السكر فقط.
يركز الدواء الجديد على بروتين RAGE، الذي يتفاعل مع بروتين DIAPH1 داخل الخلايا، وهو بروتين معروف بتأثيره في المضاعفات الوعائية للسكري مثل أمراض القلب.

يتواجد RAGE في الخلايا المناعية وطبقة الأوعية الدموية، ويتفاعل خارجيًا مع نواتج الغليكوزيل المتقدمة (AGEs)، المسببة للإشارات الخلوية الضارة وزيادة الالتهابات، بينما يمنع المركب التفاعل مع DIAPH1، مقللاً بذلك الضرر الخلوي.
وأظهرت التجارب أن المركب يحد من إشارات الالتهاب في خلايا مرضى السكري من النوع الأول، ويساعد على تسريع التئام الجروح لدى الخلايا المصابة بالسكري عند تطبيقه موضعيًا، كما يقلل الالتهاب عند إعطائه للخلايا.
اقرأ أيضا: دراسة: أدوية السكري وإنقاص الوزن تُظهر تأثيرًا واعدًا على سرطان القولون
أشار الباحثون إلى أهمية مواصلة الاختبارات قبل الانتقال للتجارب السريرية على البشر، لتأكيد الأمان والفعالية.
دواء جديد يعمل بغض النظر عن ضبط سكر الدم للمرضى
أكدت الدراسة أن دواء RAGE يمكن أن يكون أكثر فعالية إذا اقترن بضبط صارم لمستويات السكر في الدم منذ بداية تشخيص المرض، للحد من تراكم AGEs الضار.
وأوضح الباحثون أن استهداف هذا البروتين قد يكون مفيدًا أيضًا في أمراض الرئة الالتهابية، مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، ما يفتح آفاقًا جديدة لاستخدامات أوسع للمركب.
ويشير هذا الاكتشاف إلى خطوة مهمة نحو تطوير علاجات تمنع مضاعفات داء السكري من المصدر، وليس فقط من خلال التحكم في مستويات الجلوكوز، ما يعزز الآمال في تحسين جودة حياة ملايين المرضى حول العالم.
