شجيرة نادرة تكشف سرًّا في مقاومة السكري
أظهرت دراسة حديثة، أجراها فريق بحثي من جامعة تشينغهاي في الصين، أن مستخلصًا طبيعيًا من التوت الأحمر، المستخدم منذ القدم في الطب الصيني التقليدي، يمتلك قدرة بارزة على استعادة التوازن في عملية استقلاب الدهون وتحسين حساسية الأنسولين لدى حيوانات مصابة بداء السكري من النوع الثاني.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة الصيدلة التطبيقية الحديثة الصينية لعام 2025؛ يُستخرج هذا المستخلص من فاكهة صغيرة تُعرف علميًا باسم نيتراريا روبوروفسكي كوم NRK، وهي شجيرة نادرة تنمو في المناطق الجافة بشمال وغرب الصين، إضافة إلى منغوليا وإيران.
وقد استُخدمت هذه النبتة منذ قرون في الطب الشعبي لعلاج اضطرابات التمثيل الغذائي ومشكلات الاستقلاب.
مستخلص طبيعي من التوت الصيني يخفض السكر
وقاد فريق الدراسة الباحث دي وو، الذي أوضح أن نباتًا من نفس الفصيلة، يُعرف باسم "نيتراريا تانغوتوروم"، أثبتت أبحاث سابقة فعاليته في خفض مستويات الدهون والجلوكوز في الدم، وبناءً على ذلك، تم اختبار ما إذا كان مستخلص NRK يقدم تأثيرات مشابهة أو حتى أقوى على الحيوانات المصابة بداء السكري.
وخلال التجربة، تم تقسيم 80 فأرًا إلى مجموعات مختلفة، حيث خضعت إحدى المجموعات لنظام غذائي غني بالدهون والسكريات لتطوير حالة شبيهة بداء السكري من النوع الثاني.
وبعد ذلك، عولجت بعض هذه الفئران بجرعات متفاوتة من مستخلص NRK، بينما تلقت مجموعة أخرى دواء الميتفورمين المعروف بفعاليته في علاج السكري.

بعد 7 أسابيع من التجربة، لاحظ الباحثون أن الفئران التي تلقت جرعات متوسطة إلى عالية من المستخلص شهدت انخفاضًا واضحًا في مستويات دهون الدم والكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، بينما ارتفعت مستويات الكوليسترول الجيد؛ بالإضافة إلى تحسُّن استقلاب الدهون واستعادة الفئران لحساسية الأنسولين بنسبة 50% مقارنة بالمجموعة غير المعالجة.
ووفق الدراسة، أدى مستخلص التوت إلى خفض مستويات السكر أثناء الصيام بنسبة تتراوح بين 30% و40%، إضافة إلى حماية الكبد والبنكرياس من التلف الذي يسببه داء السكري.
علاج مرض السكر
ووصفت الباحثة هويلان يوي، من معهد نورث وسترن لبيولوجيا الهضبة في الصين، النتائج بأنها "مُثيرة للاهتمام"، مؤكدة أن “المستخلص لا يكتفي بخفض السكر في الدم، بل يساعد الجسم على استعادة توازنه الطبيعي، وهو ما يجعله مختلفًا عن الأدوية التقليدية".
اقرأ أيضا: الكشف عن دواء جديد يحمي كلى مرضى السكري ويحد من الأضرار المزمنة
ويرى الباحثون أن تعدد التأثيرات الإيجابية للمستخلص يجعل منه مرشحًا واعدًا لتطوير علاج طبيعي شامل يستهدف أسباب السكري لا أعراضه فقط، إذ يعمل على إعادة ضبط النظام حرق الطاقة في الجسم بشكل متكامل.
وأظهرت الدراسة أن المستخلص يمكن أن يحسّن مستويات الجلوكوز ويقلل من مقاومة الأنسولين، مما يجعله خيارًا محتملاً لعلاج السكري من النوع الثاني دون الآثار الجانبية الشائعة للأدوية الصناعية.
