مطعم كوري يرفض استقبال أي زبون بمفرده.. لماذا؟
أثار مطعم متخصص في أطباق المعكرونة بمدينة يُوسو في كوريا الجنوبية موجة غضب واسعة بعد أن علّق لافتة يعلن فيها صراحة رفضه استقبال الزبائن الذين يتناولون الطعام بمفردهم، مؤكداً أنه "لا يبيع الوحدة".
وانتشرت صورة اللافتة بسرعة عبر المنصات الاجتماعية، لتتحول إلى محور نقاش عام حول ثقافة تناول الطعام منفردًا في كوريا الجنوبية، في ظل تزايد عدد الأشخاص الذين يعتمدون على هذا الأسلوب بسبب ضغوط الحياة والعمل.
لافتة تثير غضب رواد المطاعم
اللافتة التي عُلِّقت عند مدخل المطعم تضمّنت أربعة خيارات أمام الزبون الذي يرغب في تناول الطعام بمفرده: "ادفع ثمن وجبتين، تناول وجبتين، اتصل بصديق، أو عد في المرة المقبلة مع زوجتك"، وإلى جانبها فقاعة حوار تقول: "نحن لا نبيع الوحدة.. من فضلك لا تأتِ وحدك".
وهذه العبارة قوبلت بانتقادات حادة اعتبرتها إهانة للزبائن، خصوصًا أنها تستهدف فئة تزداد في المجتمع الكوري، مع اتساع نمط الحياة الفردية.

ورغم أن هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها، فإن انتشارها بهذا الشكل الواسع أعاد إلقاء الضوء على "أزمة رواد المطاعم المنفردين" في البلاد، حيث تشكو أعداد متزايدة من المستهلكين من رفض جلوسهم رغم وجود طاولات فارغة.
أحد المعلقين كتب: "انتظرت أكثر من ساعة في الطابور، ثم قيل لي إن دخول الزبائن المنفردين غير مسموح، رغم أن الطاولات كانت متاحة".
ويشير أصحاب المطاعم إلى أن استقبال زبون واحد على طاولة تتسع لأربعة أشخاص يُعد "خسارة تشغيلية"، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة والعمالة.
وإزاء هذه الظروف، بات كثير من المطاعم يفضّل عدم استقبال الزبائن المنفردين لتعظيم معدل دوران الطاولات.
المطاعم بين تكاليف التشغيل واحتياجات العملاء
وبحسب صحيفة جونغ أنغ ديلي الكورية، فإن نحو 10.4% فقط من المطاعم في البلاد كانت تقدّم وجبات مُخصصة لفرد واحد حتى مارس 2025، من أصل حوالي 170 ألف مطعم.
وروت شابة كورية، وهي صانعة محتوى، أنها زارت مطعمًا لتناول الطعام بمفردها، ورغم طلبها حصتين كاملتين، فقد تعرّضت للتوبيخ، وطُلب منها تناول طعامها بسرعة، بينما سألها الموظفون بوقاحة عن المدة التي ستستغرقها لإنهاء وجبتها.
كما ذكر آخرون أن بعض المطاعم تدّعي فجأة "نفاد المكونات" عند معرفتها أن الزبون سيجلس بمفرده.
وبين شكاوى الزبائن وتبريرات أصحاب الأعمال، يبقى السؤال مطروحًا داخل المجتمع الكوري: هل سيستطيع قطاع المطاعم التكيّف مع واقع متغيّر أصبح فيه تناول الطعام منفردًا نمطًا يوميًا شائعًا؟
