دراسة تكشف تأثير "الريلز" على الانتباه والدماغ
كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة NeuroImage أن الاستخدام النشط لمنصات الفيديوهات القصيرة "الريلز" مثل تيك توك وإنستغرام قد يؤثر بشكل طفيف على قدرة الأشخاص على البقاء في حالة انتباه.
وأوضح الباحثون أن الأشخاص الذين يتفاعلون بكثرة مع هذه الفيديوهات من خلال الإعجاب، التعليق، أو التنقل السريع بين المقاطع، أظهروا أداءً أقل في اختبارات تقيس مدى الاستعداد الذهني للاستجابة لإشارات مفاجئة، مقارنة بمن يكتفون بالمشاهدة دون تفاعل.
كيف يؤثر التفاعل مع الفيديوهات القصيرة على التركيز؟
أجرى الباحثون اختبارًا على 319 مشاركًا، حيث طُلب منهم الإجابة على استبيان يوضح عاداتهم في استخدام الفيديوهات القصيرة، سواء بشكل نشط أو سلبي.
ثم خضعوا لاختبار يُعرف باسم "اختبار شبكة الانتباه"، والذي يقيس ثلاثة جوانب رئيسية من الانتباه: الاستعداد، التوجيه، والتحكم التنفيذي.
ووجدت النتائج أن المستخدمين النشطين أظهروا ضعفًا في جانب "الاستعداد"، أي القدرة على البقاء في حالة تأهب لحدوث شيء مفاجئ؛ أما المستخدمون السلبيون، فكانت نتائجهم أفضل نسبيًا في هذا الجانب.
وفي تجربة أخرى، خضع 115 مشاركًا لفحص بالرنين المغناطيسي أثناء الراحة، لقياس كيفية تواصل مناطق الدماغ المختلفة.
وركز الباحثون على منطقتين: شبكة التفكير الداخلي وشبكة التحكم في الانتباه.
ووجدوا أن الأشخاص الذين يستخدمون الفيديوهات القصيرة بشكل نشط لديهم نشاط أقوى بين منطقتين في الدماغ: القشرة الجبهية اليمنى ومنطقة التوصيل الخلفي اليمنى.
وكان هذا النشاط الزائد مرتبطًا بانخفاض كفاءة الانتباه، ما يشير إلى أن الدماغ قد يكون منشغلًا أكثر بالمعالجة الداخلية على حساب الاستجابة للمؤثرات الخارجية.
هل الفيديوهات القصيرة ضارة بالضرورة؟
وأكد الباحثون أن التأثيرات التي رُصدت ليست كبيرة لدرجة مقلقة، لكنها واضحة عند تحليل مجموعات كبيرة.
وأوضحوا أن الاستخدام النشط والمكثف للفيديوهات القصيرة قد يُضعف بشكل طفيف قدرة الدماغ على البقاء في حالة تأهب، خاصة عند الجمع بينه وبين قلة النوم أو تعدد المهام.
في المقابل، أشاروا إلى أن هذه المنصات قد تُفيد البعض من خلال تعزيز التواصل الاجتماعي وتخفيف التوتر. لذلك، ينصح الباحثون بالاعتدال في الاستخدام، وتجنب التفاعل النشط مع الفيديوهات القصيرة قبل النوم أو أثناء الدراسة، للحفاظ على التركيز والانتباه.
