دراسة تكشف كيف تُؤثر الموسيقى على الانتباه والأداء الذهني
كشفت دراسة نشرت في Scientific Reports، أن الموسيقى تؤثر على الانتباه بشكل واضح، من خلال نمط رمش العين.
أجرى الدراسة شيا فيسل برانيك، الأستاذة المشاركة في برنامج علاج النطق واللغة بجامعة Midwestern، وأريانا ن. لاكرو، الأستاذة المساعدة في جامعة Purdue، وركزت على فهم كيفية ضبط الانتباه لدى كبار السن وربطه بالموسيقى.
شارك في التجربة 57 شخصًا، تتراوح أعمارهم بين 50 و84 عامًا، وقسموا عشوائيًا إلى ثلاث مجموعات: استماع لموسيقى ديناميكية عالية، موسيقى ديناميكية منخفضة، أو صمت، واستخدم الباحثون تتبع العين لرصد نمط الرمش، الذي يعد مؤشرًا دقيقًا لتغيرات الانتباه.
الفرق بين الموسيقى السريعة والبطيئة
أظهرت النتائج أن الموسيقى السريعة وعالية الديناميكية جعلت المشاركين يرمشون أعينهم بسرعة استجابة لتغيرات الصوت، مما يعكس تحفيز الانتباه الفوري.
اقرأ أيضاً دراسة تكشف سر تغيّر أذواقنا الموسيقية مع التقدّم في العمر
أما الموسيقى البطيئة والمنخفضة الديناميكية فقد ساعدت على تركيز أطول وانتباه أكثر استقرارًا بعد انتهاء الاستماع، فيما أظهر المشاركون الذين استمعوا للموسيقى البطيئة نمط رمش مبكر أثناء أداء المهام المعقدة، مما ساعدهم على أداء المهام بدقة أكبر مقارنة بالمجموعات الأخرى.
بينما أظهرت مجموعة الموسيقى السريعة رمشًا أكثر عشوائية، ما يشير إلى تحفيز الانتباه على المدى القصير، دون دعم التركيز المستمر.
الموسيقى أداة لتعزيز التركيز والأداء الذهني
تشير الدراسة إلى أن الموسيقى البطيئة والأقل تعقيدًا، مثل مقطوعات شوستاكوفيتش، يمكن أن تساعد في تحسين الانتباه والأداء الذهني لدى كبار السن.
كما يعتقد الباحثون أن هذه النتائج قد تكون مفيدة في برامج إعادة التأهيل للمرضى بعد السكتة الدماغية أو المصابين بالأفازيا، حيث يمكن للموسيقى أن تساهم في تدريب الانتباه وزيادة التركيز.
اقرأ أيضاً دراسة حديثة تكشف تأثير الموسيقى على الأداء الرياضي
وتفتح النتائج أيضًا أسئلة حول ما إذا كانت استجابة الانتباه مرتبطة بعمر المستمع أو خبرته الموسيقية، وما إذا كانت الموسيقى السريعة قد تقدم فوائد مختلفة للفئات العمرية الأصغر.
الدراسة تقدم دليلًا أوليًا على أن الموسيقى ليست مجرد خلفية ممتعة، بل يمكن أن تكون أداة فعالة لتعزيز الانتباه، وزيادة الجاهزية الذهنية، وتحسين الأداء في المهام المعقدة بعد الاستماع.
