المذنب 3I/أطلس يُرسل أول إشارة راديو.. والعلماء ينهون الجدل حول طبيعته
بعد أسابيع من الجدل والنظريات المثيرة، حسم علماء الفلك الجدل الدائر حول طبيعة الجسم البينجمي 3I/أطلس، بعدما التقط مرصد "ميركات" (MeerKAT) في جنوب أفريقيا أول إشارة راديوية منه، تؤكد أنه مذنب طبيعي وليس جسمًا صناعيًا كما روجت بعض التكهنات.
أوضح العلماء أن الإشارة الراديوية ليست ناتجة عن أي تقنية أو بث صناعي، بل هي إشارة امتصاص طبيعية تصدر عن جزيئات الهيدروكسيل (OH)، وهي ظاهرة معروفة في دراسة المذنبات. وقد سجل المرصد ترددات محددة عند 1665 ميغاهرتز و1667 ميغاهرتز، وهو ما يتوافق تمامًا مع السلوك النموذجي للمذنبات عند اقترابها من الشمس.
أول إشارة راديوية من المذنب 3I/أطلس
وقال فريق المرصد إن هذه الإشارة ظهرت لأن المذنب كان قريبًا جدًا من الشمس لحظة الرصد، ما أدى إلى تسخين الجليد داخله وإطلاق جزيئات الغاز والغبار. هذا النشاط يؤدي إلى تغييرات طفيفة في مسار المذنبات، وهو ما يفسر التسارع غير الجاذبي الذي أثار الجدل في الأسابيع الماضية.

تم الرصد في 24 أكتوبر 2025، أي قبل أيام من وصول المذنب إلى أقرب نقطة له من الشمس. وكان العلماء قد حاولوا التقاط إشارات منه في سبتمبر، لكن دون نجاح. وبحسب البيانات الجديدة، فإن الإشارة الراديوية التي رُصدت هي دليل قاطع على أن 3I/أطلس مذنب نشط، يشبه في خصائصه المذنبات الأخرى في نظامنا الشمسي.
العالم آفي لوب، أستاذ الفيزياء الفلكية المعروف بآرائه الجريئة، كان من أوائل من طرحوا فرضية أن المذنب ربما يكون جسمًا ذا أصل تكنولوجي، لكونه جاء من خارج النظام الشمسي في مسار غير معتاد. ومع ذلك، وبعد إعلان نتائج مرصد "ميركات"، قال لوب إنه سيواصل متابعة المذنب خلال مروره القادم قرب كوكب المشتري في مارس 2026، حيث ستستخدم مركبة "جونو" الفضائية أجهزتها لرصد أي نشاط راديوي محتمل.
أول رصد راديوي مباشر لمذنب بينجمي
وأشار الباحثون في بيانهم إلى أن نتائج ميركات تُعدّ أول رصد راديوي مباشر لمذنب بينجمي، وهو ما يجعلها خطوة علمية مهمة لفهم طبيعة هذه الأجسام القادمة من خارج النظام الشمسي.
اقرأ أيضا: علماء الفلك يكشفون عن تفاصيل جديدة للمذنب الغامض 3I/ATLAS
ورغم أن الاكتشاف الجديد قد أنهى معظم الجدل العلمي، فإن التكهنات حول المذنب لا تزال تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا بعد أن ارتبط اسمه بإشارة "Wow!" الشهيرة التي سُجلت عام 1977، والتي اعتقد البعض أنها قد تكون من أصل ذكي.
لكن العلماء يؤكدون أن هذه الملاحظات الجديدة تدعم بشكل قاطع الأصل الطبيعي للمذنب، وتُظهر أن كل ما تم رصده يمكن تفسيره ضمن الظواهر الفلكية المعروفة.
ومن المتوقع أن يقترب المذنب 3I/أطلس من الأرض في 19 ديسمبر المقبل، حيث سيكون مرئيًا في السماء بتلسكوبات متوسطة القوة، في حدث ينتظره عشاق الفلك حول العالم.
