العلاج المكثف لسرطان البروستاتا قد يهدد حياة المرضى!
أوضحت دراسة موسعة نشرتها مجلة NEJM Evidence أن عمر المريض يلعب دورًا رئيسًا في تحديد خطة علاج سرطان البروستاتا المنتشر، إذ بيّنت النتائج وجود تفاوت ملحوظ في فعالية العلاجات المكثفة بين المرضى من مختلف الأعمار.
قاد الدراسة الدكتور دانييل سبروت، رئيس قسم علاج الأورام بالإشعاع في University Hospitals Seidman Cancer Center، بمشاركة فريق طبي يضم أنجيلا جيا، بيدرو براتا، نيكولاس زاورسكي، خورخي غارسيا، جيسون براون، وسومياغيت روي.
وشملت الدراسة أكثر من عشرة آلاف رجل مصاب بسرطان البروستاتا شاركوا في 20 تجربة طبية دولية من المرحلة الثالثة، وهي المرحلة المتقدمة التي تهدف إلى تقييم فعالية العلاج الجديد ومقارنته بالعلاجات التقليدية على نطاق واسع، وذلك ضمن تعاون بحثي بين عدة مراكز طبية عالمية لتحليل تأثير العمر على نتائج المرضى واستجابتهم للعلاج.
تأثير العمر على علاج سرطان البروستاتا
أوضحت الدراسة أن الرجال الذين تجاوزت أعمارهم السبعين ويعانون من سرطان البروستاتا الهرموني محدود النطاق، أي الذي انتقل إلى عدد محدود من المناطق في الجسم، لم يحققوا تحسنًا في معدلات البقاء على قيد الحياة عند إضافة العلاجات المكثفة مثل مثبطات مستقبلات الأندروجين أو العلاج الكيميائي، ضمن الخطة العلاجية القياسية التي تعتمد على العلاج بالإشعاع.
وأوضح الدكتور سبروت أن التقدم في العمر غالبًا ما يصاحبه وجود مشكلات صحية أخرى، خصوصًا أمراض القلب، ما قد يؤدي إلى الوفاة قبل تطور مرض السرطان نفسه.
وأشار إلى أن نحو ثلث المرضى كبار السن يموتون بسبب أمراض غير مرتبطة مباشرة بالسرطان، أبرزها أمراض القلب والأوعية الدموية.
ولفت سبروت إلى أن المرضى كبار السن أكثر عرضة للآثار الجانبية الناتجة عن العلاج، مثل الدوخة أو فقدان التوازن الذي قد يؤدي إلى السقوط، إضافة إلى الكسور والمضاعفات القلبية، مشيرًا إلى أن بعض الحالات قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة، مما يستدعي مراعاة التوازن بين فاعلية العلاج وسلامة المريض.
وأكد الباحثون أن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو تخصيص العلاج لسرطان البروستاتا بناءً على العمر والحالة الصحية العامة، داعين إلى وضع معايير أكثر دقة لتحديد المرشحين للعلاجات المكثفة بما يحسن جودة حياتهم ويحد من الآثار السلبية المحتملة.
