بعد بيع شركته بـ532 مليون دولار.. شاب بريطاني مليونير: حياة الثراء كانت "مملة"
اعترف رجل الأعمال البريطاني توم غروغان، أحد مؤسسي سلسلة Wingstop UK، بأن الحياة بعد بيع شركته مقابل 400 مليون جنيه إسترليني (532 مليون دولار) لم تكن كما تخيلها، مؤكدًا أن "الثراء المفاجئ قد يكون مملًا أكثر مما هو مُبهج".
وقال غروغان في حوار حصري مع مجلة فورتشن: "طوال سبع سنوات كان تفكيري منصبًا على إنجاح المشروع، وعندما تحقق الحلم شعرت أنني وصلت إلى نهاية اللعبة. المال لم يملأ هذا الفراغ، ولم يجعلني أكثر سعادة كما كنت أتصور".
وأضاف: "من الخارج يبدو الأمر وكأنه حياة مثالية، لكن الواقع مختلف. لا يمكنك أن تقضي أيامك بلا هدف. الجلوس على الشاطئ يبدو جذابًا لأسبوع، ثم يتحول إلى أمر ممل".

توم غروغان: الراحة بلا هدف مملة
بدأ غروغان مسيرته المهنية كعامل بناء يتقاضى خمسة دولارات في الساعة، قبل أن يؤسس مع شريكيه هيرمان ساهوتا وسول لوين علامة Wingstop UK التي توسعت لتضم أكثر من 57 مطعمًا.
ويصف غروغان رحلته بأنها "مليئة بالعقبات"، قائلاً: "بدأنا برسالة بريد إلكتروني باردة إلى تكساس، وتلقينا أكثر من 50 رفضًا من المستثمرين. لكننا واصلنا حتى نجحنا في بناء علامة تجارية قوية من الصفر."
ورغم النجاح الهائل، يؤكد غروغان أن الانتقال من ريادة الأعمال إلى إدارة الثروة لم يكن سهلاً: "بناء شركة أمر مثير، لكن إدارة المال تتطلب نوعًا مختلفًا من التفكير. تعلمنا فجأة كيف نتعامل مع الأسهم والسندات والأدوات المالية، وهو عالم جديد بالكامل بالنسبة لنا."
اقرأ أيضا: حبس مليونير شهير بسبب أموال مشبوهة في طلاقه من زوجة فابريجاس
خلافًا لما قد يتوقعه الكثيرون، لم يتجه غروغان إلى الإنفاق المفرط أو حياة البذخ بعد الصفقة، بل لا يزال يعيش في منزل مستأجر.
وأوضح: "قضينا النصف الأول من العام في الراحة والتفكير بما نريد فعله لاحقًا. لا نعرف بعد ما سيكون المشروع القادم، لكنه بالتأكيد لن يكون في قطاع الأطعمة والمشروبات."
وتابع بابتسامة: "أحتاج إلى تحدٍ جديد. الرفاهية المريحة لا تناسبني. الإنسان يحتاج دائمًا إلى شيء يُبقيه متحفزًا كل صباح."
دروس من تجربة Wingstop UK
قصة غروغان ليست استثناءً. فحتى برايان تشيسكي، الرئيس التنفيذي لشركة Airbnb، وصف لحظة طرح شركته للاكتتاب العام – رغم تحوله إلى ملياردير – بأنها "من أكثر فترات حياته حزنًا".
وقال تشيسكي في حديثه لبودكاست Armchair Expert: "كنت أعتقد أن النجاح سيجلب لي الحب والأصدقاء والرضا، لكنه جعلني أشعر بالوحدة أكثر. العمل كان حياتي كلها، وحين تحقق الهدف، لم أجد نفسي."
ويختتم غروغان حديثه برسالة إلى جيل الشباب الطامح إلى الثراء السريع: "المال لا يحل كل شيء. الشعور بالإنجاز الحقيقي لا يأتي من الحساب البنكي، بل من السعي اليومي نحو هدف تُؤمن به."
