كم تبلغ ثروة أصغر ملياردير أفريقي؟
في مشهد المال والأعمال في القارة السمراء، يبرز اسم محمد دوجي كأصغر ملياردير في أفريقيا ورمزًا لجيل جديد من روّاد الأعمال الذين يجمعون بين الطموح التجاري والرؤية الاجتماعية.
وبثروة تقدّر بـ2.2 مليار دولار، قاد دوجي تحوّلاً نوعيًا في مفهوم الثراء، من تراكم رأس المال إلى استثماره في التنمية والتأثير المجتمعي.
وينتمي دوجي إلى عائلة تنزانية بدأت من متجر متواضع في مدينة سينغيدا، قبل أن تتوسع إلى شركة استيراد وتصدير، وتتحول لاحقًا إلى مجموعة MeTL القابضة التي تنشط في أكثر من 30 قطاعًا، تشمل الصناعة والزراعة والخدمات.
وبعد عودته من الولايات المتحدة حاملاً شهادة في إدارة الأعمال الدولية والمالية من جامعة جورجتاون، وضع دوجي أسس نهضة اقتصادية جعلت من مجموعته إحدى أبرز الشركات في شرق أفريقيا.
وفي 2016، أعلن التزامه بمبادرة "تعهد العطاء" ليكون من أوائل رجال الأعمال الأفارقة الذين يخصصون نصف ثرواتهم للأعمال الخيرية.
ثروة محمد دوجي وأعماله
ويرى دوجي أن الفخامة الحقيقية تنبع من الهدف لا من الرفاهية؛ فهو يمتلك طائرة خاصة تتيح له التنقل بين أعماله وأنشطته الخيرية، ويملك كذلك محفظة عقارية واسعة في دار السلام بتنزانيا تضم مشاريع تجارية ومساكن فاخرة تعكس ثقته في الاقتصاد المحلي.
ويميل إلى سيارات تجمع بين الأناقة والكفاءة مثل مرسيدس-بنز S-Class وتسلا موديل 3 ورينج روفر أوتوبيوغرافي، بينما يُعرف بشخصيته المنضبطة التي تنعكس في مظهره وتفاصيل أسلوب حياته.
ومن خلال دعمه لنادي سيمبا التنزاني الرياضي، ضخ دوجي ملايين الدولارات في تطوير البنية التحتية واستقطاب اللاعبين، معتبرًا الرياضة وسيلة لجمع القارة الأفريقية على هدف مشترك.
كما كرّس مؤسسته الخيرية Mo Dewji لدعم التعليم والرعاية الصحية ومكافحة الفقر، بمساهمات تجاوزت 6 ملايين دولار.
ويؤمن دوجي بأن العطاء مسؤولية اجتماعية قبل أن يكون واجبًا، وأن الاستثمار في الإنسان هو أعظم أشكال الثروة.
وبعد تجربة اختطافه عام 2018 التي صدمت الرأي العام، عاد دوجي بقوة أكبر لمواصلة مسيرته، مؤكدًا أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بما نملك بل بما نمنح.
واليوم، يواصل إدارة إمبراطوريته من دار السلام مع التزامه الدائم بتحويل النجاح الفردي إلى تنمية جماعية تعيد رسم ملامح أفريقيا الجديدة.
