أكثر ثراءً من مليارديرات اليوم مجتمعين.. من هو مانسا موسى؟
في زمن تتصدر فيه الأرقام المشهد الاقتصادي، تُقدّر ثروة إيلون ماسك بـ469 مليار دولار، بحسب مؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
ماسك، الرئيس التنفيذي لتسلا وسبيس إكس وxAI، شهد مؤخرًا زيادة يومية في ثروته بلغت 11.8 مليار دولار، مدفوعة بارتفاع قيمة أسهمه في تسلا، الشركة الأعلى قيمة في صناعة السيارات عالميًا.
لكن هذه الأرقام، رغم ضخامتها، تفتح باب المقارنة مع شخصية تاريخية تجاوزت حدود الثراء المعروف، وغيّرت ملامح الاقتصاد في عصرها: مانسا موسى، إمبراطور مالي في القرن الرابع عشر، الذي يُصنّف كأغنى رجل في تاريخ البشرية.
رحلة مانسا موسى إلى مكة
في أوائل القرن الرابع عشر، حكم مانسا موسى إمبراطورية مالي في غرب إفريقيا، سيطر على نحو 80٪ من إمدادات الذهب العالمية، وفقًا لما أورده المؤرخ ريتشارد سميث في تقرير لموقع loveMONEY.
امتدت أراضي الإمبراطورية من المحيط الأطلسي إلى أعماق الصحراء الكبرى، وشملت أجزاء من تسع دول حديثة، ما منحها نفوذًا جغرافيًا وتجاريًا واسعًا.
وكانت مالي تتحكم في تجارة الذهب والملح والنحاس والعاج، وتفرض ضرائب باهظة على القوافل العابرة، إلى جانب تحصيل ضرائب من المناجم والمنتجين المحليين، وهذا التدفق الهائل للثروات جعل من مانسا موسى رمزًا للثراء المطلق، ليس فقط في إفريقيا بل على مستوى العالم القديم.
وفي عام 1324، قاد الإمبراطور رحلة حج أسطورية إلى مكة، ضمت نحو 60,000 شخص، بينهم 12,000 عبد يحملون الذهب، وجمال محملة بمئات الأرطال من غبار الذهب، ووزّع الذهب بسخاء في مدن مثل والاتا وتوات، لكن التأثير الأبرز كان في القاهرة، حيث قدّم هدايا بلغت 50,000 دينار ذهبي، ما أدى إلى انخفاض قيمة الذهب بشكل كبير لسنوات.
إرث مانسا موسى بعد الحج
بعد أداء مناسك الحج بين 3 و8 ديسمبر 1324، عاد مانسا موسى إلى مالي، وركّز على تحويل مدينة تمبكتو إلى مركز للثقافة والتعليم الإسلامي، وموّل بناء مساجد ومدارس مثل جامع جنقريبر وجامعة سانكور، التي ضمت مكتبات ضخمة تفوقت على نظيراتها الأوروبية في ذلك العصر.
وتوفي مانسا موسى حوالي عام 1337، تاركًا إرثًا اقتصاديًا وثقافيًا هائلًا، لكن الإمبراطورية دخلت مرحلة من الانحدار بعد وفاته نتيجة الصراعات الداخلية والتوسع الإقليمي من قبل إمبراطوريات منافسة.
