الثروات تغادر سويسرا.. والشرق الأوسط وآسيا يربحان الجولة
كشف تقرير حديث صادر عن مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG) عن تحوّل جوهري في خريطة الثروات العالمية، مشيرًا إلى تراجع النفوذ السويسري في مجال إدارة الأصول، مقابل صعود لافت للمراكز المالية الآسيوية والشرق أوسطية.
فقد سجّلت سويسرا ارتفاعًا بنسبة 6% في الأصول المُدارة خلال عام 2024 لتبلغ 2.7 تريليون دولار، إلا أن هذا النمو بقي أقل من المعدلات التي حققتها هونغ كونغ (9.6%)، وسنغافورة (11.9%)، والإمارات (11.1%)، ما يعكس تحولًا واضحًا في بوصلة المستثمرين حول العالم.
اقرأ أيضًا: عملة ترامب تحول 500 مستثمر إلى مليونيرات!
أوضح التقرير أن حالة عدم اليقين الاقتصادي في أوروبا، والتشديدات التنظيمية المتزايدة، دفعت المستثمرين إلى البحث عن ملاذات أكثر استقرارًا خارج القارة، خصوصًا في آسيا والخليج العربي. ولفت إلى أن المؤسسات المالية الأوروبية، وفي مقدمتها البنوك السويسرية، أصبحت تواجه ضغوطًا متصاعدة قد تقوّض دورها الريادي في السوق العالمية لإدارة الثروات.
إصلاحات بعد أزمة "كريدي سويس"
منذ انهيار بنك كريدي سويس في عام 2023، دخلت الحكومة السويسرية في سباق للإصلاح، شمل منح صلاحيات أكبر للهيئة الرقابية "فينما"، ورفع متطلبات رأس المال لدى بنك UBS، أكبر البنوك السويسرية. ورغم ذلك، لم تنجح هذه الإجراءات في تهدئة مخاوف المستثمرين، بل أضيف إليها قلق جديد يتمثل في تصويت مرتقب على قانون ضريبي قد يفرض ضرائب على نصف الثروات الموروثة التي تتجاوز 50 مليون فرنك سويسري (ما يعادل 62 مليون دولار).
لا يقتصر التحول على رؤوس الأموال الأجنبية فقط، بل يمتد أيضًا إلى الداخل السويسري. فقد هدد عدد من الأثرياء المحليين بنقل أصولهم إلى الخارج هربًا من مشروع ضريبة الثروات الجديد. ويقول مايكل كاهليش، الشريك في مجموعة BCG: "في أوقات الاضطراب، يلجأ الأثرياء إلى الملاذات الآمنة في الخارج، وهذا الاتجاه في تصاعد".
بحسب التقرير ذاته، ارتفعت الثروات الصافية عالميًا بنسبة 4% خلال عام 2024، وجاء النمو الأكبر من أمريكا الشمالية، تليها أجزاء من آسيا والشرق الأوسط. ويؤكد ذلك تحوّل مراكز الثقل المالي من الغرب نحو الشرق، مع بروز الإمارات وسنغافورة كمراكز استراتيجية لإدارة الأصول والثروات العائلية الضخمة.
