أصغر مليونير في العالم.. طفل في الرابعة يبيع إعلانًا لسوني بـ3.2 ملايين دولار
في واقعة غير مسبوقة، أصبح الطفل الأمريكي ليام كارتر من مدينة ناشفيل بولاية تينيسي أصغر مليونير في التاريخ، بعد أن باع رسمة بسيطة حوّلها الذكاء الاصطناعي إلى إعلان سينمائي لشركة سوني بلاي ستيشن مقابل 3.2 ملايين دولار.
الإعلان، الذي حمل عنوان «العب الإحساس»، حصد أكثر من 250 مليون مشاهدة خلال 48 ساعة، بعدما حوّلت خوارزميات الذكاء الاصطناعي رسومات ليام المرسومة بأقلام الشمع إلى إعلان سينمائي متكامل وصفه خبراء الإعلان بأنه «نقطة تحوّل في تاريخ الدعاية الحديثة».
كيف تحولت خربشة طفل إلى إعلان بملايين الدولارات؟
بدأت القصة حين قام والد الطفل بتحميل أربع رسومات بسيطة على منصة هيغسفيلد للذكاء الاصطناعي، والمتخصصة في تحويل الرسوم إلى مقاطع فيديو، وفي ثوانٍ معدودة، أنتج النظام إعلانًا بجودة سينمائية عالية أدهش المتخصصين في التسويق، لتقوم شركة سوني بشراء حقوق الإعلان فورًا مقابل 3.2 ملايين دولار، محققة بذلك صفقة تاريخية.
نجاح الإعلان لم يكن نتيجة تنفيذ تقني معقّد، بل نابع من الخيال الطفولي البريء الذي التقطه الذكاء الاصطناعي وحوّله إلى مشهد بصري مؤثر يتماشى تمامًا مع فلسفة بلاي ستيشن التي تركّز على العاطفة والتجربة الإنسانية في اللعب.
أحدثت قصة الطفل ليام كارتر ضجة واسعة في أوساط التسويق والإنتاج الإبداعي، حيث وصفها محللون بأنها «بداية النهاية لوكالات الإعلان التقليدية» فالإعلان الذي أنشأه طفل في الرابعة دون خبرة أو أدوات متخصصة كشف أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرًا على تنفيذ كل مراحل الإنتاج الفني، من التصوير والمؤثرات والمونتاج، دون الحاجة إلى فرق عمل ضخمة أو ميزانيات بملايين الدولارات.
وقال أحد خبراء التسويق في تقرير أمريكي:«هذه القصة تؤكد أن القيمة الحقيقية لم تعد في التنفيذ الفني، بل في الفكرة. الذكاء الاصطناعي أصبح يضخّم أي إبداع بشري مهما كان بسيطًا، ويحوّله إلى أصل تجاري ذي قيمة مالية هائلة».
المنصة التي استخدمها والد ليام، هيغسفيلد للذكاء الاصطناعي، تستخدم تقنيات مشابهة لتلك التي تقدمها منصات سورا التابعة لأوبن إيه آي ورَن واي جِن 3، القادرة على تحويل النصوص أو الصور إلى مقاطع فيديو واقعية ومتحركة هذه الأنظمة تمتلك القدرة على محاكاة الإضاءة، الحركة، وزوايا التصوير بدقة عالية، ما يجعلها بديلًا حقيقيًا لعمليات الإنتاج السينمائي التقليدي التي كانت تستغرق أسابيع وتكلّف مئات الآلاف من الدولارات.
كم بلغ سعر الإعلان الذي باعه ليام لسوني؟
بلغت قيمة الصفقة 3.2 ملايين دولار، وهو رقم يرى المحللون أنه مناسب بل وأقل من القيمة الفعلية للإعلان، نظرًا لأن الإعلان حقق انتشارًا غير مسبوق على الإنترنت يعادل قيمة دعائية تتجاوز 10 ملايين دولار في الإعلانات التقليدية.
وللمقارنة، فإن بث إعلان مدته 30 ثانية خلال وقت الذروة في القنوات الأمريكية قد يكلّف ما بين 500 ألف إلى مليون دولار، بينما إعلان ليام حقق تأثيرًا مضاعفًا بفضل انتشاره العضوي دون أي تكاليف تسويقية إضافية.
اقرأ أيضًا:صفقة "بوليماركت" تحول شين كوبلان إلى أصغر ملياردير عصامي في العالم
يرى محللو الصناعة أن هذه الصفقة تمثل تحولًا جذريًا في مستقبل الوظائف الإبداعية، إذ أثبتت أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يحل محل معظم أدوار الإنتاج الفني، خاصة المراحل الأولية التي كانت تعتمد على المصممين والمحررين والمخرجين، ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن العنصر البشري سيظل ضروريًا للإشراف الأخلاقي والإبداعي، وضمان التزام الأعمال المنتجة بالهوية البصرية والقيم الثقافية للعلامة التجارية.
خطة حماية ثروة أصغر مليونير في التاريخ
نظرًا لصغر سنه، ستخضع ثروة الطفل ليام كارتر لإجراءات قانونية صارمة وفق قوانين ولاية تينيسي، حيث سيتم تعيين وصي مالي أو إنشاء صندوق ائتماني لحماية أمواله حتى بلوغه سن الرشد (18 عامًا)، ويأتي هذا الإجراء لحمايته من مصير مشابه لحالات سابقة مثل الطفل جاكي كوغن، أحد نجوم هوليوود الأوائل، الذي خسر ثروته بسبب سوء إدارة والديه، ما أدى لاحقًا إلى سنّ قانون يُعرف باسم «قانون كوغن» لحماية القُصّر العاملين في الفنون.
أجمع خبراء التكنولوجيا والاقتصاد على أن قصة ليام كارتر تُجسّد تبدّل مفهوم العبقرية والإبداع في عصر الذكاء الاصطناعي فلم يعد النجاح مرتبطًا بالخبرة أو الإمكانيات التقنية، بل بالفكرة الصافية والعاطفة الإنسانية التي يستطيع الذكاء الاصطناعي تضخيمها وتحويلها إلى منتج عالمي في لحظات.
