دراسة تكشف عن خلل جيني يجعل الفاكهة والخضروات خطيرة للبعض!
كشفت دراسة طبية حديثة أن بعض الأشخاص قد يكونون غير قادرين على تحمّل الفاكهة والخضروات، بسبب اضطراب وراثي نادر يُعرف باسم عدم تحمّل الفركتوز الوراثي (Hereditary Fructose Intolerance)، وهو خلل جيني يجعل تناول الفاكهة أو بعض أنواع الخضار سببًا في مشكلات صحية خطيرة، نتيجة عجز الجسم عن تكسير سكر الفركتوز.
ويشير الباحثون إلى أن هذا الاضطراب لا يُعد حساسية غذائية، بل حالة ناتجة عن غياب إنزيم أساسي يُسمّى (Aldolase B)، المسؤول عن تحليل الفركتوز داخل الجسم.
غياب هذا الإنزيم يؤدي إلى تراكم الفركتوز في الكبد والكلى والأمعاء، ما يتسبب في أعراض شديدة مثل انخفاض سكر الدم، نوبات تشنج، وقد يصل الأمر إلى فشل كبدي أو كلوي إذا لم تُكتشف الحالة مبكرًا.
اضطراب عدم تحمّل الفركتوز
توضح الدراسة المنشورة في مجلة The Conversation، أن الفركتوز لا يوجد في الفاكهة فقط، بل أيضًا في العسل وبعض الخضروات والمشروبات المحلّاة والأطعمة المصنعة مثل الكعك، الصلصات، والخبز، وربما في اللحوم المعالجة ومنتجات الألبان المُنكهة، مثل الحليب بالشوكولاتة.
ويُقدّر أن الحالة تصيب شخصًا واحدًا من كل عشرة آلاف، وغالبًا ما تظهر أعراضها عند الأطفال مع بدء تناول الأطعمة، في حين قد تمرّ سنوات قبل اكتشافها عند البالغين، إذ قد تُشخّص على أنها أمراض كبدية أو اضطرابات في تخزين الجليكوجين.
ويؤكد الباحثون أن عدم تحمّل الفركتوز الوراثي يختلف عن الحساسية الغذائية، التي تُحفّز الجهاز المناعي وتسبب الطفح الجلدي أو التورم، كما أنه يختلف عن سوء امتصاص الفركتوز، وهي حالة هضمية شائعة وأخف حدة تسبب فقط انتفاخًا بعد تناول الأطعمة.
ولا يوجد علاج شافٍ للحالة حتى الآن، لكن يمكن إدارتها عبر تجنّب جميع مصادر الفركتوز والسكر الأبيض بشكل صارم. ويتعين على المصابين قراءة الملصقات الغذائية بعناية لتفادي المكونات الخطرة، إذ توجد هذه السكريات حتى في بعض الصلصات، والعلكة.
وتشمل الأطعمة المحظورة جميع أنواع الفواكه والعصائر والعسل والمعلبات المحلّاة، إلى جانب بعض الخضروات الغنية بالسكريات مثل الذرة والجزر والبنجر والبازلاء، بينما تُعد الخضروات منخفضة الفركتوز مثل الخيار والخس والبروكلي آمنة نسبيًا.
ويحذر الخبراء من تجاهل الأعراض التي قد تشمل القيء المتكرر، الخمول، فقدان الشهية، بطء النمو أو انخفاض سكر الدم غير المبرر، مؤكدين أن التشخيص المبكر عبر الاختبارات الجينية يساعد على تجنّب المضاعفات الخطيرة.
