الأطباء يحذرون من عادة التنفس عبر الفم.. وهذه أفضل الحلول
كشفت دراسات طبية حديثة عن مخاطر عادة التنفس عبر الفم، التي يعاني منها نحو نصف سكان العالم، ما يجعلها أحد الأخطاء الصحية الصامتة التي تهدد القلب والوزن والمناعة.
ويحذر البروفيسور آدم تايلور من جامعة لانكستر من أن الاعتياد على التنفس عبر الفم لفترات طويلة لا يقتصر على التسبب في الشخير واضطراب النوم، بل يمتد ليزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والتعب المزمن ورائحة الفم الكريهة، مؤكدًا أن الأبحاث تربط هذه العادة أيضًا بارتفاع احتمالية الإصابة بالسمنة والخرف والتهاب المفاصل وبعض أنواع السرطان.
وأوضح خبير النوم جيمس نيستور، مؤلف كتاب Breathe، أن نصف البشر تقريبًا يمارسون التنفس عبر الفم بدلاً من الأنف، خاصة أثناء النوم.
أضرار التنفس عبر الفم
ويضيف الطبيب دان باومغارت من جامعة بريستول أن الأسباب تتنوع بين مشكلات تشريحية مثل انحراف الحاجز أو انسداد الأنف، وبين من اعتادوا التنفس بهذه الطريقة نتيجة السلوك المتكرر دون وعي.
ويشير إلى أن أعراض هذه الحالة تشمل التعب النهاري، والعطش المستمر، ورائحة الفم الكريهة، إلى جانب الشخير المزمن أثناء النوم.
وتحذر الدكتورة فيكتوريا سامبسون، المتخصصة في صحة الفم، من أن التنفس عبر الفم يقلل إفراز اللعاب، مما يعزز نمو البكتيريا الضارة ويسبب التهابات اللثة وتسوس الأسنان.
كما تربط أبحاث أخرى تدهور صحة الفم بزيادة احتمالية أمراض القلب والسكتة الدماغية والتهاب المفاصل وحتى سرطان القولون.
ويؤكد البروفيسور تايلور أن التنفس الأنفي يمنح الجسم أولى دفاعاته المناعية، إذ تعمل شعيرات الأنف على تنقية الهواء وترطيبه، مما يهيئه لدخول الرئتين بشكل صحي، بينما يجبر التنفس عبر الفم الرئتين على مجهود أكبر ويزيد من خطر العدوى.
وأظهرت دراسة فنلندية عام 2018 أن الأطفال الذين يتنفسون عبر الفم خلال النوم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة لاحقًا، نتيجة اضطرابات النوم والتغيرات الهرمونية المرتبطة بها.
نصائح لتحسين التنفس الأنفي
في السنوات الأخيرة، لجأ بعض المشاهير إلى استخدام "لصقات الفم" لتقليل التنفس الفموي، من بينهم لاعب مانشستر سيتي إيرلينغ هالاند والإعلامية تيس ديلي، إلا أن مراجعة علمية لـ177 دراسة نشرت في The American Journal of Otolaryngology عام 2024 أكدت عدم وجود دليل علمي يدعم فعاليتها في تقليل الشخير أو تحسين جودة النوم.
ويحذر البروفيسور تايلور من استخدام هذه اللصقات، موضحًا أن محاولة التنفس عبر الجانبين أثناء الإغلاق الكامل قد تؤدي إلى احتباس ثاني أكسيد الكربون في الجسم، وهو ما يسبب الإجهاد التنفسي، مطالبًا من يرغبون في تجربتها باستخدام لاصق مخصص وليس شريطًا لاصقًا خانقًا.
اقرأ أيضًا: كيف يؤثر النوم على الشهية والتمثيل الغذائي؟ دراسة جديدة تكشف
بدلًا من اللصقات، تقترح مدربة التنفس فيكتوريا ويلسون ممارسة تمرين تنفسي فعّال يعرف باسم التنفس المتناوب عبر الأنف alternate nostril breathing، حيث يجلس الشخص في وضع مريح ويغطي أحد المنخرين أثناء الاستنشاق من الآخر بالتبادل، مرتين يوميًا، وتؤكد أن هذا التمرين يحسن جودة التنفس الأنفي ويقلل التوتر وضغط الدم.
كما توصي باستخدام محلول ملحي لتطهير تجاويف الأنف، لأن بعض الحالات تنتج عن انسداد الأنف وليس عن العادة، مشددة مع البروفيسور تايلور على ضرورة مراجعة الطبيب قبل تطبيق هذه الحلول لضمان عدم وجود خلل هيكلي في الأنف.
