جيل زد في أزمة ثقة: هل يخافون من الحديث وجهاً لوجه؟
كشفت دراسة حديثة من شركة Nova، أن جيل زد يواجه أزمة ثقة كبيرة في قدراته على التواصل الواقعي وبناء العلاقات المهنية، إذ أقرّ نحو 60% من المشاركين بأنهم يتجنبون التواصل وجهاً لوجه، بينما صرّح 29% بأن القلق الاجتماعي يجعل المحادثات القصيرة تحديًا مرهقًا بالنسبة لهم.
ووفق الدراسة، فإن أكثر ما يرعب الشباب اليوم هو لحظات الصمت المحرجة، حيث ذكر 26% من المشاركين أنهم يخشونها أكثر من أي شيء آخر، في حين أكد 19% أنهم يتمنون التخلص من المحادثات البسيطة تماماً، رغم دورها المهم في فتح الأبواب المهنية وبناء العلاقات.
اقرأ أيضًا: تقرير يوضح: جيل زد في وادي السيليكون يتراجع للنصف
وبحسب ما نشره موقع vergemagazine، تتجاوز آثار هذا التردد حدود اللقاءات الاجتماعية، إذ أظهرت الدراسة أن 40% من جيل زد لديهم شخص أو اثنان فقط يمكنهم اللجوء إليهم من أجل المشورة المهنية، بينما أقر 15% بأنهم يفتقرون بالكامل الدعم المهني.
بحسب الدراسة، ساهم الاعتماد المتزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي في تفاقم أزمة التواصل، فاثنان من كل خمسة شباب (40%) يستخدمون الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في اختيار كلماتهم أو صياغة ردودهم، في حين يشعر 28% بأنهم "تائهون” إذا لم يتمكنوا من مراجعة إجاباتهم عبر أداة ذكية قبل الحديث.
هذا الاعتماد المفرط، كما يقول الخبراء، خلق "فجوة تواصلية" حقيقية، إذ بات التعامل الرقمي أسهل من التفاعل وجهاً لوجه، ما أدى إلى تراجع الثقة في مهارات التواصل الواقعي
وتوضح أندريا مارينو، الرئيس التنفيذي والمؤسسة المشاركة لشبكة Nova، أن "التواصل المهني يظل من أقوى أدوات التطور الوظيفي. وما نلاحظه ليس نقصاً في الكفاءة بقدر ما هو تراجع في الثقة بالنفس. جيل زد طموح ومبدع، لكنه بحاجة إلى مساحات تمكّنه من بناء علاقات مهنية حقيقية بعيداً عن الشاشات".
وترى سوزي آشفييلد، مدربة الخطابة، أن مهارات التواصل لا تُورث وإنما تُكتسب بالممارسة، وتضيف: "كلما طال بقاؤك خلف الشاشة، كلما تضاءلت قدرتك على التحدث بثقة ووضوح. الحل بسيط: تكلّم أكثر. اتصل، شارك في اللقاءات، وابدأ الحوار. فالأشخاص الذين يمتلكون مهارات تواصل حقيقية في العالم الواقعي سيظلون هم الأبرز دائماً".
