جيل زد والتوظيف: هل فقدت الشهادات الجامعية قيمتها في سوق العمل؟
كشف تقرير حديث صادر عن شركة "كريتيريا" المتخصصة في اختبارات ما قبل التوظيف، أن 8% فقط من مديري التوظيف يعتقدون أن جيل زد مستعد فعليًا لدخول سوق العمل.
التقرير استند إلى آراء أكثر من 350 مديرًا في شركات صغيرة وكبيرة، وأظهر أن الشكوك لا تقتصر على أصحاب العمل فقط، بل تشمل أيضًا الشباب أنفسهم، إذ أن 24% فقط من أفراد جيل زد يعتقدون أن جيلهم جاهز للانطلاق في الوظائف المكتبية.
هذه الأرقام تعكس أزمة ثقة متزايدة في قدرة التعليم الجامعي على إعداد الخريجين لسوق العمل، خاصة في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم المهني.
تراجع قيمة الشهادة الجامعية في سوق العمل
يرى الخبراء أن المشكلة لا تقتصر على تأثير الذكاء الاصطناعي في الوظائف ذات الأجور المرتفعة مثل البرمجة والتحليل المالي، بل تمتد إلى تراجع القيمة الفعلية للشهادة الجامعية في سوق العمل.
يقول جوش ميليت، الرئيس التنفيذي لشركة كريتيريا: "جيل زد بدأ يفقد الثقة في التعليم الجامعي، وهذا يعكس أزمة جماعية في جدوى الشهادة".
فيما أشار إلى أن هذه الأزمة تتفاقم نتيجة ارتفاع تكاليف الدراسة وتزايد الديون الطلابية، مقابل فرص وظيفية غير مضمونة بعد التخرج. في المقابل، فإن العاملين في الوظائف الميدانية الذين لا يحملون شهادات جامعية لا يواجهون نفس التحديات، بل يجدون فرصًا أكثر استقرارًا في قطاعات مثل التصنيع والنقل والرعاية الصحية، التي تعتمد بشكل أكبر على المهارات العملية والخبرة المباشرة.
التوظيف القائم على المهارات يتفوق على المؤهلات
مع تزايد عدد الخريجين وتراجع فرص العمل، بدأت الشركات في التحول نحو التوظيف القائم على المهارات بدلًا من المؤهلات الأكاديمية.
شركات كبرى مثل غوغل ومايكروسوفت وEY بدأت بالفعل في تقديم وظائف مرموقة دون اشتراط الحصول على شهادة جامعية، والتركيز بدلًا من ذلك على الخبرة العملية والشهادات المهنية.
اقرأ أيضاً الذكاء الاصطناعي ليس السبب! جيل Z يواجه أزمة توظيف حقيقية
ويشير التقرير إلى أن أقل من نصف مديري التوظيف يتوقعون زيادة التوظيف في عام 2026، مع تفاوت واضح بين القطاعات، فبينما تخطط قطاعات مثل الرعاية الصحية والتصنيع والنقل لزيادة التوظيف، فإن قطاعات التكنولوجيا والتمويل والمنظمات غير الربحية تتجه نحو تقليص فرص العمل.
هذا التحول يضع جيل زد وسوق العمل في مواجهة مباشرة، حيث يتنافس الخريجون الجدد مع محترفين في منتصف مسيرتهم المهنية على نفس الوظائف، وسط تراجع فرص التدريب العملي خلال سنوات الدراسة.
