اكتشاف ألماسة وردية نادرة تزن 7.5 جرام في بوتسوانا
شهد عالم المجوهرات اكتشافًا استثنائيًا مع العثور على ألماسة نادرة نصفها وردي ونصفها شفاف في منجم كاروي الشهير في بوتسوانا، تزن نحو 7.5 غرام، ما يجعلها من أندر الأحجار الكريمة التي رأت النور في العقود الأخيرة، ويبلغ طول الألماسة نحو بوصة واحدة، وتمتاز بفاصل حاد وواضح بين الجزء الوردي الزاهي والجزء عديم اللون، وهو تميّز جيولوجي فريد يجعلها مختلفة عن معظم الألماسات التي اكتُشفت سابقًا.
منذ متى تكونت الألماسة الوردية في باطن الأرض ؟
تشير التقديرات إلى أن هذه الألماسة تكوّنت قبل أكثر من ثلاثة مليارات عام، على عمق يتراوح بين 150 و200 كيلومتر تحت سطح الأرض، وسط ضغط وحرارة هائلين أدّيا إلى تشكّلها من ذرات الكربون المتماسكة في شبكة بلورية دقيقة، ويُرجّح الخبراء أن الجزء الوردي تكوّن أولاً نتيجة تغيّرات هيكلية في البنية الذرّية للحجر، قبل أن يتكوّن الجزء الشفاف في مرحلة لاحقة.
اقرأ أيضا: الماسة وردية نادرة تُطرح في مزاد جنيف بـ20 مليون دولار
وأوضح أوديد مانسوري، الشريك المؤسس لشركة إتش بي أنتويرب المتخصصة في تقطيع وصقل الألماس:" أن هذا الحجر يتمتع بإمكانات هائلة ليصبح من أهم الألماسات الوردية التي صُقلت على الإطلاق، بفضل لونه الغني والفريد الذي يعكس الخصوصية الجيولوجية لمنجم كاروي."
لماذا تُعد الألماسات الوردية نادرة جدًا؟
تُعد الألماسات الوردية من أندر أنواع الألماس في العالم، إذ تتطلب ظروفًا دقيقة جدًا من الضغط والحرارة لتتشكل. وفي حين أن الألماسات الملوّنة الأخرى تكتسب لونها من شوائب داخلية، فإن اللون الوردي تحديدًا ينتج عن تشوّهات في التركيب البلوري للحجر أثناء تكوينه لكن أي زيادة في هذا التشوّه قد تحوّل اللون الوردي إلى بني داكن، ما يجعل تحقيق هذا التوازن الدقيق حدثًا نادرًا للغاية، وأوضح معهد الأحجار الكريمة الأمريكي أن الأحجار المماثلة التي فحصها سابقًا كانت أصغر حجمًا بكثير، ولم تتجاوز وزن 2 قيراط فقط، مما يزيد من فرادة هذه الألماسة المكتشفة حديثًا.
يُعد منجم كاروي من أغزر مناجم الألماس في العالم، إذ سبق أن أخرج أحجارًا شهيرة مثل:
سويلو بوزن 1758 قيراطًا
سيتونيا بوزن 549 قيراطًا
موتسويدي بوزن 2488 قيراطًا، الذي يُعد أكبر ألماسة تُكتشف في آخر 120 عامًا
ويُقارن بعض الخبراء الألماسة الجديدة بأحجار تاريخية مثل ألماسة كولينان التي اكتُشفت في جنوب أفريقيا عام 1905 بوزن 3106 قيراط، والتي تم تقطيعها إلى تسعة أحجار رئيسية تُزيّن التاج الملكي البريطاني.
تُخزَّن الألماسة حاليًا في منشآت شركة إتش بي أنتويرب في بلجيكا، حيث ستخضع لما يُعرف بـ«عملية التحوّل الداخلي» التي تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والحرفية الدقيقة، وتهدف هذه العملية إلى إبراز اللون الوردي الطبيعي بأقصى درجة ممكنة، مع ضمان تتبع شفاف لرحلة الحجر من المنجم إلى مرحلة الصقل النهائي، ولم يُكشف بعد عن القيمة التقديرية للألماسة، لكن يتوقع الخبراء أن تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات، نظرًا لحجمها الفريد وتدرّج لونها النادر.
ويأتي هذا الاكتشاف بعد عامين من بيع ألماسة وردية أخرى، تُعرف باسم «إترنال بينك»، في مزاد سوذبيز بمدينة نيويورك مقابل 34.8 مليون دولار، بعدما وُصفت بأنها «الألماسة الأشد نقاءً وندرة في التاريخ الحديث» بهذا الاكتشاف الجديد، تُكرّس بوتسوانا مكانتها كواحدة من أغنى الدول بالأحجار الكريمة النادرة، بينما يُتوقع أن تدخل الألماسة نصف الوردية سجلات التاريخ كإحدى التحف الطبيعية الأكثر تفرّدًا على الإطلاق.
