كيف تؤثر مقاطع الفيديو القصيرة على دماغك وتركيزك؟ دراسة حديثة تكشف الحقيقة
كشفت دراسة علمية حديثة أن الإفراط في مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة عبر الهواتف الذكية، مثل تلك المنتشرة في تطبيقات "تيك توك" و"ريلز"، ينعكس سلبًا على عمل الدماغ في ما يتعلق بوظائف التركيز والانتباه.
وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Frontiers in Human Neuroscience، والتي أجراها باحثون من جامعة تشيجيانغ الصينية، أن الأشخاص الذين يميلون إلى مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة بشكل متكرر يُظهرون نشاطًا أقل في الموجات الدماغية المرتبطة بالتحكم التنفيذي، ما ينعكس على قدرتهم في التركيز واتخاذ القرارات.
اقرأ أيضًا: هل يشي شكل الدماغ بالخطر؟ دراسة تربط التغيرات العمرية بالخرف
وأجرى فريق البحث التجربة على 48 مشاركًا تراوحت أعمارهم بين 18 و33 عامًا، خضعوا لاختبار "شبكة الانتباه" الذي يقيس ثلاثة أنماط من التركيز: التنبيه، والتوجيه، والتحكم التنفيذي.
وخلال التجربة، تم تسجيل نشاط الدماغ عبر جهاز تخطيط كهربائية الدماغ (EEG) لرصد التغيرات العصبية المصاحبة لكل مهمة.
تأثير مقاطع الفيديو القصيرة على الدماغ
أظهرت الدراسة أن الأشخاص الأكثر انغماسًا في مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة أظهروا انخفاضًا واضحًا في نشاط موجات "ثيتا" داخل الفص الجبهي للدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن تنظيم الانتباه وضبط السلوك.
وأشار الباحثون إلى أن هذا التراجع يعكس زيادة الجهد العصبي المطلوب للحفاظ على التركيز أثناء مواجهة المشتتات أو اتخاذ القرارات، مما يؤدي إلى تراجع الكفاءة الذهنية بمرور الوقت.
كما لاحظ الفريق أن هذا الضعف في النشاط لا يظهر في حالات الراحة، بل يبرز فقط عند تنفيذ مهام تتطلب تفكيرًا وتحكمًا إدراكيًا معقدًا.
وإلى جانب القياسات العصبية، كشفت الدراسة أن المشاركين الذين حصلوا على أعلى درجات في مقياس إدمان مقاطع الفيديو القصيرة، أظهروا مستويات أقل من ضبط النفس في استبيانات التقييم النفسي.
ويفسر الباحثون ذلك بأن المحتوى السريع والمثير يحفز دوائر المكافأة في الدماغ، في حين يقلل من قدرة الفص الجبهي على كبح الرغبة في الاستمرار بالمشاهدة، ما يخلق نمطًا من الاعتماد السلوكي يشبه الإدمان.
ويشير القائمون على الدراسة إلى أن هذا النوع من الاستهلاك المتكرر للمحتوى الرقمي لا يقتصر أثره على الترفيه فقط، بل قد يؤثر في المهارات المعرفية الأساسية مثل الذاكرة العاملة والانتباه المستدام.
كما أوصت النتائج بتبنّي ممارسات تعزز الوعي الذاتي واليقظة الذهنية، مثل التأمل والتقليل التدريجي من وقت الشاشة، لاستعادة التوازن بين التحفيز اللحظي والقدرات الذهنية طويلة الأمد.
