صورة مذهلة توثق لحظة تمزق ذيل مذنب "ليمون" بفعل نشاط شمسي قوي
في ظاهرة فلكية مدهشة، التقط المصور الفلكي بيتر هوراليك صورة مذهلة تُظهر لحظة تمزق ذيل مذنب ليمون (C/2025 A6) نتيجة هبة قوية من الرياح الشمسية، وذلك قبل ثلاثة أيام فقط من وصوله إلى أقرب نقطة له من الأرض يوم الثلاثاء 21 أكتوبر.
الصورة، التي التُقطت من بحيرة سيتش في جمهورية التشيك في الساعات الأخيرة من يوم السبت 18 أكتوبر، تُظهر الذيل المتدفق للمذنب وقد تضرر جزئيًا بعد أن اجتاحته عاصفة شمسية.
إلى جانب المشهد المذهل، ظهرت أيضًا أضواء شفق قطبي وردية خافتة في السماء، نتجت عن عاصفة جيومغناطيسية معتدلة من الفئة G2، أصابت المجال المغناطيسي للأرض بعد اصطدام انبعاثات كتلية إكليلية (CME) بكوكبنا.
ورغم أن الانبعاثات الكتلية لم تكن السبب المباشر في تمزق الذيل، فإن العلماء يعتقدون أن الرياح الشمسية القوية هي التي تسببت في تفكيك مسار الغاز والغبار الذي يشكل الذيل، ما أدى إلى ما يُعرف بـ"حدث الانفصال"، وهي ظاهرة نادرة يحدث فيها انفصال جزئي أو كامل لأجزاء من الذيل بسبب التفاعل الشديد مع النشاط الشمسي.

تاريخ مذنب ليمون
اكتُشف مذنب ليمون في 3 يناير 2025 بواسطة باحثين في مرصد جبل ليمون سكاي سنتر بولاية أريزونا الأمريكية، وهو مذنب غير دوري يُعتقد أنه يدور حول الشمس مرة كل 1350 عامًا.
ويقترب المذنب حاليًا من الأرض بمسافة تُقدّر بنحو 90 مليون كيلومتر (56 مليون ميل)، قبل أن يبلغ الحضيض الشمسي، أي أقرب نقطة له من الشمس، في 8 نوفمبر.
وأوضح العلماء أن تموجات الذيل الناتجة عن الرياح الشمسية شائعة بين المذنبات الساطعة، خاصة عندما تقترب من الشمس، ومع ذلك، فإن انفصال الذيل بالكامل أو جزئيًا كما حدث مع "ليمون" يُعد نادرًا.
فقد تعرض المذنب لحوادث مشابهة مؤخرًا، منها تذبذب في الذيل في أواخر سبتمبر، وانقطاع طفيف في 4 أكتوبر، لكنه استعاد شكله الطبيعي خلال ساعات قليلة من كل مرة.
وأصبح المذنب أكثر سطوعًا مع اقترابه من الشمس، حيث بلغ قدره الظاهري 4، مما يجعله مرئيًا بالعين المجردة في نصف الكرة الشمالي، وخاصة في السماء الشمالية الغربية أسفل كوكبة الدب الأكبر بعد غروب الشمس.
ويوصي الخبراء باستخدام تلسكوب أو منظار ثنائي العينية للحصول على أفضل رؤية ممكنة، خاصة لرصد تفاصيل الذيل الممتد الذي يبلغ طوله ملايين الكيلومترات.
اقرأ أيضا: حدث فلكي نادر: مذنبان يخترقان سماء الأرض هذا الأسبوع.. كيف نشاهدهما؟
في الوقت نفسه، اقترب مذنب ساطع آخر يُعرف باسم سوان من الأرض في 20 أكتوبر، ويمكن رصده بالقرب من ليمون في السماء، لكن بخلاف ليمون، لا يمكن رؤية سوان بالعين المجردة ويحتاج إلى معدات رصد متخصصة.
وتمثل هذه الظاهرة تذكيرًا مذهلًا بقوة الشمس وتأثيرها الهائل في الفضاء القريب من الأرض، ومع استمرار اقتراب مذنب ليمون، يترقّب علماء الفلك حول العالم تطورات جديدة في نشاطه وسلوكه أثناء مروره بالقرب من كوكبنا.
