لغز جديد في الفضاء.. جسم بينجمي غامض قد يكون من صنع كائنات فضائية
في تطور يثير خيال العلماء وعشاق الفضاء على حد سواء، اقترح عالم الفيزياء الفلكية آفي لوب من جامعة هارفارد أن جسم بينجمي غامض (مادة وإشعاع موجودان في الفضاء بين الأنظمة النجمية في المجرة) المعروف باسم 3I/ATLAS قد لا يكون مجرد قطعة من الجليد أو الصخور الفضائية، بل ربما تكنولوجيا فضائية متطورة أُطلقت من حضارة خارج كوكب الأرض.
تم رصد الجسم لأول مرة في الأول من يوليو 2025، حين لاحظه علماء الفلك وهو ينطلق بسرعة هائلة نحو الشمس. ومنذ اللحظة الأولى، أثار اهتمام الأوساط العلمية بسبب مساره غير المعتاد وسرعته الاستثنائية التي بلغت 245,000 كيلومتر في الساعة — ما يجعله أسرع جسم يُرصد داخل النظام الشمسي حتى الآن.
اقرأ أيضا: الهند تستعد لإطلاق أول روبوت بشري في الفضاء في ديسمبر 2025
تشير التقديرات الأولية إلى أن قطر الجسم يصل إلى 20 كيلومترًا، وقد يعود إلى عصور ما قبل تكوّن الشمس. غير أن ما يجعله مثيرًا للجدل هو أنه يسلك مسارًا غريبًا يقترب من مدارات كواكب الزهرة والمريخ والمشتري بطريقة تبدو، بحسب لوب، “ذكية للغاية لتكون صدفة محضة”.
معلومات عن جسم 3I/ATLAS
في ورقة بحثية نشرها لوب وفريقه بعنوان “هل الجسم البينجمي 3I/ATLAS تكنولوجيا فضائية؟”، والتي لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، يجادل الباحثون بأن خصائص الجسم — من حركته الدقيقة إلى لمعانه الغريب — تشير إلى احتمال أن يكون جسمًا اصطناعيًا، ربما شبيهًا بالمسبارات التي أرسلتها البشرية مثل فوياجر 1 و2 وبايونير 10 و11 إلى ما وراء حدود النظام الشمسي في سبعينيات القرن الماضي.
يقول لوب: “لقد أرسلنا نحن البشر مسباراتنا إلى الفضاء البينجمي، فلماذا لا نفترض أن حضارات متقدمة قد تفعل الشيء ذاته؟”
يحاول العلماء تحديد ما إذا كان الجسم طبيعيًا أم من صنع كائنات ذكية من خلال رصد الانبعاثات الراديوية أو الحركات غير المفسّرة التي قد تشير إلى وجود نظام دفع أو اتصالات فضائية. وتشمل العلامات المحتملة أيضًا تفريغات كهروستاتيكية ناتجة عن تعرضه لضوء الشمس، أو مناورات دقيقة في مداره تدل على تحكم ذاتي.
لكن، حتى الآن، لم تُكتشف إشارات تؤكد أو تنفي فرضية لوب، مما يجعل الجسم لغزًا مفتوحًا على احتمالات مثيرة للخيال العلمي والعلم الواقعي معًا.
تُعد هذه المرة الثالثة فقط التي يتم فيها رصد زائر بينجمي يدخل نطاق النظام الشمسي، بعد الجسمين الشهيرين ʻOumuamua في عام 2017 و2I/Borisov في عام 2019. إلا أن 3I/ATLAS يُعتبر أكثر غموضًا بسبب سرعته الهائلة وخصائصه غير المألوفة.
أسرار 3I/ATLAS
رغم الحماس العلمي، يظل الاحتمال الأكبر أن 3I/ATLAS جسم طبيعي، ربما مذنب جليدي قديم جاء من نظام نجمي بعيد. لكن العلماء يتفقون على أن مثل هذه الأجسام تمنح البشرية فرصة نادرة لدراسة تاريخ تكوّن المجرّات، وتذكّرنا بأن الفضاء لا يزال مليئًا بالمفاجآت.
ومع غياب أدلة قاطعة حتى الآن، يبقى السؤال مفتوحًا: هل هو زائر طبيعي من أعماق الكون؟ أم أن حضارة ذكية أرسلته لاستكشاف نظامنا الشمسي؟ الإجابة — كما يقول آفي لوب — "ربما تكون أقرب مما نتصور."
