حدث فلكي نادر: مذنبان يخترقان سماء الأرض هذا الأسبوع.. كيف نشاهدهما؟
في ظاهرة فلكية استثنائية لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر، سيخترق زوج من المذنبات النادرة سماء الأرض خلال شهر أكتوبر الجاري، في مشهد كوني مذهل لن يعود قبل مئات السنين. المذنبان، اللذان يحملان اسمي C/2025 A6 (ليمون) وC/2025 R2 (سوان)، سيبلغان ذروة سطوعهما خلال الأسبوع المقبل، وفقًا لتقارير علمية نشرتها NBC News وCNN.
سيصل المذنب سوان إلى ذروة سطوعه يوم الاثنين 20 أكتوبر، بينما سيبلغ ليمون أقصى سطوع له في اليوم التالي، 21 أكتوبر، عندما يقترب أكثر من الأرض، ويمكن رصدهما من أي بلد في العالم، ولكن بشروط معينة.
يقول جيسون ستيفن، أستاذ الفيزياء والفلك في جامعة نيفادا لاس فيغاس، إن المذنب ليمون سيكون مرئيًا بالعين المجردة من المناطق المظلمة، في حين سيحتاج المراقبون إلى مناظير أو تلسكوبات بسيطة لرؤية المذنب سوان بوضوح. وأشار مركز سانت لويس للعلوم إلى أن ليمون سيبلغ سطوعًا يتراوح بين 3.5 و4.5 درجة عند أقرب نقطة من الأرض، مما يجعله واضحًا حتى في المناطق ذات التلوث الضوئي المعتدل.
اقرأ أيضا: جسم غامض من خارج نظامنا الشمسي يغير قواعد علوم المعادن في الفضاء
ووفقًا لتقديرات العلماء، لن يعود المذنب سوان إلى السماء قبل 650 إلى 700 عام، بينما لن يُشاهد المذنب ليمون مجددًا إلا بعد نحو 1300 عام. ويُصنف المذنب ليمون على أنه مذنب غير دوري، أي أن مداره بيضاوي الشكل للغاية ولا يتكرر بانتظام مثل مذنب هالي الذي يمر كل 76 عامًا، إذ يعود آخر ظهور للمذنب ليمون إلى القرن الثامن الميلادي.
معلومات عن المذنبين سوان وليمون
تم اكتشاف المذنب ليمون في 3 يناير 2025 من قِبل مرصد جبل ليمون في أريزونا، الذي يستخدم تلسكوبًا بقطر 60 بوصة لرصد الأجرام السماوية، ومن هنا جاء اسمه.
أما المذنب سوان فقد اكتشفه عالم الفلك الهاوي الأوكراني فلاديمير بيزوجلي في 11 سبتمبر 2025، أثناء تحليله صورًا التقطتها أداة علمية تُدعى Solar Wind Anisotropies (SWAN) على متن مرصد الشمس والغلاف الشمسي في الفضاء.
وقال بيزوجلي في تصريحات لموقع Universe Today: "كان من السهل اكتشافه بفضل سطوعه في نطاق الأشعة فوق البنفسجية وموقعه المركزي في الصور"، مشيرًا إلى أنه المذنب العشرون الذي يُسجل ضمن برنامج سوان حتى الآن.
كيفية مشاهدة المنبين سوان وليمون
يوصي خبراء الفلك بمراقبة السماء من المناطق الريفية البعيدة عن التلوث الضوئي، خصوصًا في ساعات ما قبل الفجر، للحصول على أفضل رؤية للمذنبين، وذلك من أي في مكان في العالم، وتقترح وكالة ناسا استخدام المناظير والتلسكوبات الصغيرة لمتابعة الذيل المتدفق للمذنبين، بينما تساعد تطبيقات رصد النجوم على الهواتف الذكية في تحديد موقعهما بدقة.
ولا يقتصر جمال السماء هذا الشهر على مرور المذنبين، إذ يشهد أكتوبر أيضًا زخة شهب الجباريات الناتجة عن مرور الأرض عبر ذيل مذنب هالي، والتي ستستمر حتى مطلع نوفمبر، إضافةً إلى القمر العملاق المعروف باسم "قمر القندس" في 5 نوفمبر.
مع مرور ليمون وسوان، سيكون أكتوبر موعدًا نادرًا لعشاق الفلك والظواهر السماوية، إذ يُمكنهم مشاهدة مذنبين لا يتكرران إلا مرة واحدة في العمر، يزينان السماء بخيوط مضيئة من الغاز والغبار، في مشهدٍ يُذكّر بعظمة الكون وسحره.
