جسم غامض من خارج نظامنا الشمسي يغير قواعد علوم المعادن في الفضاء
في اكتشاف جديد يضيف مزيدًا من الغموض حول الكوميتات (الكُويكِبات أو المذنّبات) القادمة من خارج نظامنا الشمسي، كشفت الملاحظات الأخيرة من التلسكوب الكبير في تشيلي أن الكوميت 3I/ATLAS يطلق النيكل بكميات عالية في هالة الغازات المحيطة به، مما يختلف تمامًا عن سلوك الكوميتات التقليدية في نظامنا الشمسي.
كما تم اكتشاف كميات صغيرة من الحديد في الهالة الغازية للكوميت، لكن الغريب هو النسبة غير المألوفة بين النيكل والحديد، والتي تتجاوز تلك التي شوهدت في الكوميتات الأخرى مثل 2I/Borisov.
يعد هذا الاكتشاف مدهشًا لأنه يخالف القواعد المعروفة لعمل الكوميتات، حيث تكون المعادن الثقيلة مثل النيكل عادة غير قابلة للتبخر في درجات، التي توجد فيها هذه الأجرام السماوية.
وأوضح العلماء أن هذه الظاهرة قد تكون ناتجة عن مركبات معدنية نادرة، أو نقاط ساخنة على سطح الكوميت، أو حتى التركيبة الكيميائية الأصلية للجسم السماوي.

تعد 3I/ATLAS الكوميت الثالث المعروف الذي يمر عبر نظامنا الشمسي، بعد اكتشاف 'Oumuamua في 2017 و2I/Borisov في 2019.
وقد نشأ هذا الكوميت في نظام نجمي آخر وتم طرده إلى الفضاء بين النجوم، حيث ظل يسبح في الفضاء لملايين أو حتى مليارات السنين قبل أن يصل إلى نظامنا الشمسي.
اقرأ أيضا: أول محطة فضائية خاصة بتصميم يشبه الفنادق الفاخرة.. تعرف على التفاصيل
وبالمقارنة مع الكوميتات في نظامنا الشمسي، والتي تحتوي عادةً على نسب منخفضة من النيكل والحديد، فإن هذا الاكتشاف يعكس تركيبة كيميائية فريدة قد تساعد العلماء على فهم كيفية تكوين الكوميتات عبر الفضاء بين النجوم.
كما أشار العلماء إلى أن هذه النتائج قد تعيد صياغة فهمنا لكيفية تكوين الكوميتات وكيفية تصرف المعادن في الفضاء البارد، حيث يتمثل التحدي الكبير في تفسير هذه الظاهرة الغريبة.
