كيف يغيّر غبار الفضاء فهم العلماء لتشكل الكواكب والنجوم؟
كشف فريق دولي من العلماء عن نتائج مثيرة تغير التصورات الراسخة حول طبيعة غبار الفضاء، المكوّن الأساسي لعملية تشكل النجوم والكواكب.
الدراسة التي نشرت في دورية "Astronomy and Astrophysics Review" أوضحت أن هذه الجزيئات الدقيقة لا تشبه الصخور الصغيرة كما كان يُعتقد منذ عقود، بل أشبه بـ "إسفنج كوني" مليء بالفراغات.
هذه الطبيعة المسامية تجعل الجزيئات أشبه بكرات خفيفة للغاية يمكن أن تصل نسبة الفراغ بداخلها إلى أكثر من 99%.
ما أهمية الاكتشاف لعلم الفلك؟
أهمية هذا الاكتشاف تكمن في أن المسامية العالية تمنح هذه الجزيئات سطحًا أكبر بكثير من التقديرات السابقة، ما يعني قدرة أعلى على التفاعل الكيميائي.
الدكتور أليكسي بوتابوف، المؤلف الرئيس للدراسة، أشار إلى أن هذه المساحة الإضافية يمكن أن تغيّر جذريًا فهم العلماء لآلية تكوّن الجزيئات المعقدة في الفضاء.
فبدلًا من أن تكون مجرد جسيمات خاملة، قد تكون هذه الحبيبات منصات حيوية تتشكل فوقها اللبنات الأساسية للحياة.
وتشير البيانات إلى أن بعض العينات التي درستها بعثة "روزيتا" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والتي زارت المذنب 67P، أظهرت نسب مسامية غير مسبوقة، تجاوزت 99%.
هذا الرقم وحده يعكس مدى هشاشة هذه الجسيمات وفرادتها، وهو ما قد يفسر كيف استطاع الغبار الكوني عبر مليارات السنين المساهمة في بناء الكواكب وتشكيل الأنظمة النجمية.
اقرأ أيضًا: هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية شريكاً استراتيجياً للمؤتمر العالمي لإنترنت الأشياء
لماذا يثير الاكتشاف جدلًا بين العلماء؟
رغم الحماسة الكبيرة التي رافقت النتائج، فإن المجتمع العلمي ما يزال منقسمًا بشأن آثارها. بعض النماذج النظرية تقترح أن الجسيمات فائقة المسامية ستكون باردة جدًا وهشة للغاية، ما قد يجعلها غير قادرة على الصمود في بيئات الفضاء القاسية أو المساهمة بشكل فعّال في تكوين النجوم والكواكب.
ولهذا السبب، دعا عدد من الباحثين إلى إجراء المزيد من الملاحظات باستخدام التلسكوبات الحديثة، إلى جانب التجارب المخبرية والمحاكاة الحاسوبية، للتأكد من صحة هذه الفرضيات.
