اختبار دم جديد قد يغيّر قواعد علاج السرطان
كشفت دراسة حديثة أن آلاف المرضى المصابين بسرطان القولون في مراحله المتقدمة قد لا يحتاجون إلى العلاج الكيميائي التقليدي، بفضل اختبار دم متطور يُعرف باسم ctDNA. ويعتمد هذا الاختبار على رصد مكونات دقيقة من الحمض النووي للورم في مجرى الدم، ما يسمح بتحديد المرضى الذين يمكنهم تقليل جرعة العلاج الكيميائي أو حتى الاستغناء عنه تمامًا.
علاقة اختبار الدم بالعلاج الكيميائي
عادةً ما يُشخّص نحو ثلث حالات سرطان القولون في المرحلة الثالثة، حيث يكون الورم قد انتشر إلى الغدد اللمفاوية القريبة دون أن يصل إلى أعضاء أخرى. ووفق الإرشادات الطبية، يخضع المرضى في هذه المرحلة لجراحة لاستئصال الورم، تليها جلسات علاج كيميائي لتقليل خطر عودة السرطان.
اقرأ أيضًا: دراسة صادمة: 61% ارتفاع متوقع في حالات السرطان عالميًا بحلول 2050
لكن الدراسة الجديدة، التي تابعت قرابة ألف مريض خضعوا لاختبار ctDNA بعد الجراحة، أظهرت أن المرضى الذين جاءت نتائجهم سلبية للاختبار وتم تقليل جرعة العلاج الكيميائي لديهم، لم يكونوا أكثر عرضة لعودة المرض مقارنة بمن تلقوا العلاج الكامل. كما انخفضت لديهم معدلات الآثار الجانبية الشديدة ودخول المستشفى بسبب العلاج.
وبحسب ما نشرته صحيفة dailymail، أظهرت النتائج أن 6.2% فقط من المرضى الذين تلقوا علاجًا كيميائيًا مخففًا عانوا من آثار جانبية شديدة، مقابل 10.6% في المجموعة التي تلقت العلاج التقليدي. كما انخفضت نسبة الحاجة لدخول المستشفى إلى 8.5% مقابل 13.2% في المجموعة الأخرى.
وصف خبراء النتائج بأنها "بالغة الأهمية"، متوقعين أن تؤثر على بروتوكولات العلاج في السنوات المقبلة، مع التأكيد على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد النتائج وتطوير طرق دمج اختبار ctDNA مع عوامل الخطورة الأخرى لتخصيص العلاج لكل مريض.
وتؤكد الجمعيات الطبية أهمية الفحص المبكر ومراجعة الطبيب عند ظهور أعراض مثل تغيرات في حركة الأمعاء، وجود دم في البراز، آلام أو كتل في البطن، فقدان الوزن غير المبرر أو الشعور بالإرهاق المستمر.
