سبب غير متوقع وراء السرطان وأمراض القلب
أظهرت دراسة حديثة أن موقع تراكم الدهون في الجسم قد يكون أكثر أهمية من الوزن الإجمالي عند تقييم المخاطر الصحية، خصوصًا فيما يتعلق بخطر الإصابة بالسرطان.
ووفقًا لبحث أجراه برنامج علم الأوبئة السرطانية التكاملية (ICEP) في جامعة بريستول، فإن الدهون التي تحيط بالأعضاء الداخلية مثل الكبد والبنكرياس تُعد أكثر خطورة من الدهون السطحية التي تتواجد تحت الجلد.
ركزت الدراسة على نوعين رئيسين من الدهون: الدهون الحشوية، التي تتراكم داخل الجسم حول الأعضاء الحيوية، والدهون تحت الجلد، التي تظهر على سطح الجسم.
وقد بيّنت النتائج أن الدهون الحشوية ترتبط بشكل مباشر بزيادة احتمالات الإصابة بأنواع محددة من السرطان، أبرزها سرطان الكبد والمبيض والغدة الدرقية، ويُعتقد أن هذا النوع من الدهون يساهم في تحفيز التهابات مزمنة واضطرابات هرمونية تؤدي إلى تكوين الأورام.
تأثير الدهون الحشوية على صحة الأعضاء
الدهون الحشوية ليست مجرد مخزون للطاقة، بل تعمل كعضو نشط يفرز هرمونات وبروتينات تؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة. تؤدي هذه الدهون إلى زيادة الالتهابات داخل الجسم، ما يعزز تطور الأورام ويزيد من خطر الإصابة بأمراض الأيض مثل مرض السكري و مرض الكبد الدهني.
الدراسة بينت أن الدهون الحشوية في الكبد و البنكرياس تزيد بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بأمراض خطيرة، مثل سرطان الكبد الذي تزيد احتمالات الإصابة به بنسبة 309% عند وجود الدهون في الكبد. كما أن الدهون حول البنكرياس ترفع احتمالات الإصابة بـ سرطان المبيض بنسبة 100%.
هذا يظهر كيف أن توزيع الدهون يمكن أن يكون أكثر تأثيرًا من مؤشر كتلة الجسم (BMI)، الذي يعتبر مقياسًا قديمًا ولا يميز بين أنواع الدهون المختلفة.
اقرأ أيضا: دهون البطن تهاجم الحواس: ما لا تعرفه عن تأثيرها الصادم
أثر الدهون الحشوية على أمراض السرطان والقلب والخرف
تشير نتائج الدراسة إلى أن تراكم الدهون في منطقة البطن لا يعكس فقط زيادة في الوزن، بل يرتبط بمخاطر صحية حقيقية قد تشمل السرطان وأمراض القلب.
فالدهون الحشوية العميقة، التي تحيط بالأعضاء الداخلية، تُعد من أكثر أنواع الدهون خطورة، إذ تساهم في حدوث التهابات مزمنة واضطرابات هرمونية تؤثر سلبًا على وظائف الجسم وتزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة.
ورغم أن الدهون تحت الجلد تُعتبر أقل ضررًا، إلا أن بعض الأبحاث أظهرت أنها قد تلعب دورًا وقائيًا في بعض الحالات. فقد أشار علماء إلى أن هذا النوع من الدهون قد يوفر حماية ضد أنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الثدي، حيث أظهرت دراسات أن الدهون تحت الجلد يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي بنسبة تصل إلى 57%.
وتفتح هذه النتائج المجال أمام فهم أعمق للصحة الوراثية وتأثير توزيع الدهون في الجسم على الأمراض، مما يعزز أهمية تطوير استراتيجيات صحية موجهة تستهدف تقليل الدهون الحشوية بشكل خاص.
ويُعد هذا التوجه ضروريًا للحد من المخاطر الصحية المرتبطة بالتقدم في العمر، مثل أمراض القلب والخرف، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة الدهون العميقة في الجسم.
