طبيب قلب أمريكي: يكشف وسيلة بسيطة لإذابة الدهون الأخطر في الجسم
أكد طبيب القلب التداخلي الأمريكي براديب جامناداس، مؤسس مركز "أورلاندو للقلب" في ولاية فلوريدا، أن الصيام يُعد من أكثر الأساليب العلمية فعالية في التخلص من الدهون الحشوية، وهي الدهون العميقة التي تتراكم حول الأعضاء الحيوية مثل الكبد والبنكرياس والأمعاء، وتشكل خطراً مباشراً على الصحة العامة، بما في ذلك أمراض القلب والسكتة الدماغية والكبد الدهني.
وأوضح الدكتور جامناداس، في نقاش عبر مدونة "Diary Of A CEO"، أن الإفراط في تناول السكر يؤدي إلى ارتفاع مزمن في مستويات الإنسولين، مما يُحفز الجسم على تخزين الدهون الحشوية.
أهمية الصيام بالنسبة للدهون
وأضاف أن هذه الدهون تختلف عن الدهون تحت الجلد، إذ تلتف حول الأعضاء الداخلية وتُحفز الالتهاب، مما يجعلها أكثر خطورة على الصحة.
وفي دراسة نشرتها المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، تمت مقارنة تأثير الصيام المتقطع المصحوب بتنظيم استهلاك البروتين، مع نظام تقليدي لتقييد السعرات الحرارية.
وأظهرت النتائج أن مجموعة الصيام المتقطع شهدت انخفاضاً بنسبة 33% في كتلة الدهون الحشوية، مقابل 14% فقط في المجموعة الأخرى، رغم تشابه مستويات النشاط البدني واستهلاك الطاقة.
وأشار الدكتور جامناداس إلى أن الصيام يُحفز الجسم على استخدام الدهون المخزنة كمصدر للطاقة، بدلاً من الاعتماد على الغلوكوز الناتج عن الطعام.
وخلال أول 12 ساعة من الصيام، يستهلك الجسم الغليكوجين المخزن في العضلات والكبد، ثم يبدأ في حرق الدهون، وتكون الدهون الحشوية أول ما يتحلل، مما يجعل الصيام فعالاً بشكل خاص في استهداف هذه الدهون الضارة.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف تغيّرات دماغية لدى الأطفال الذين يشعرون بعدم الأمان
أضرار الإنسولين المرتفع
وحذر الطبيب من أن ارتفاع الإنسولين المزمن، حتى لدى الأشخاص ذوي سكر الدم الطبيعي، يؤدي إلى مقاومة الإنسولين، ويُجبر الجسم على إنتاج كميات أكبر منه، مما يُحفز الكبد على تحويل الغلوكوز إلى دهون، ويُسهم في تراكم الدهون الحشوية حول الأعضاء الداخلية، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والكبد والسكري.
وأوضح الدكتور جامناداس أن الصيام لا يقتصر على تقليل السعرات الحرارية، بل يُحدث تغييراً جذرياً في طريقة استخدام الجسم للطاقة، فعلى عكس تقليل السعرات الذي قد يؤدي إلى فقدان العضلات، يسمح الصيام للجسم بسحب الطاقة من مخازن الدهون دون التأثير على الكتلة العضلية.
ويؤدي ذلك إلى تقليل الالتهابات، وتحسين حساسية الإنسولين، وخفض محيط البطن، مما يُسهم في الوقاية من الأمراض المزمنة.
ويُعد الصيام، عند دمجه مع نظام غذائي متوازن وتقليل تناول السكر، نهجاً فعالاً لتحقيق بنية جسم صحية، وتعزيز الصحة الأيضية على المدى الطويل.
